ها هو شهر الخير قد جمع حقائبه واختار الرحيل ليضرب موعدا جديدا بعد سنة كاملة ، حتما شهر رمضان يقبل و يمضي كل عام لكن نحن إذا رحلنا فلا عودة و لا رجوع ، والمصيبة الكبرى هي أن يغادرنا هذا الشهر الفضيل ونحن كما كنا، ما ارتقت أنفسنا في سلم الأخلاق ولا أصلحنا كبواتنا ولا تصالحنا مع فطرتنا السليمة السوية حيث ترى المساجد قد ملئت والخيرات تفيض من كل جانب تحت يافضة رمضانية بحثة سرعان ما تتهاوى بمجرد دخول شهر شوال تماما كما يفعل السياسيون في بلادي يحلون بين ظهرانينا و ا تسمع إلا أصواتهم وخطاباتهم كلما حل موعد الاستحقاقات فإذا تسلموا نتائجهم ولوا مدبرين يصومون عن الكلام مع عامة الشعب خمس سنين حتى الموعد المقبل . ماذا بعد رمضان أيها الساسة؟ – هل سيفيق معالي رئيس الحكومة من هذه الغيبوبة؟ أم أن وقع صدمة تعيينه لا زال يحجب عنه الواقع،لازلنا نستغرب لحالة الشرود و التسلل التي يعيشها فلا نرى له بصمة و لا نسمع له صوتا. – هل سيخرج السي بن كيران عن صمته ( ويفرقع الرمانة)؟ أم أن الصمت حكمة والفاهم يفهم لأن الضمير الحي إذا أحسن تهذيبه سرعان ما يتوقف عن الكلام إلى أولئك الذين لا يفهمونه، نعرف أن في جعبته الكثير ولكن الرجل ينتظر اللحظة الفارقة فينقض عليها و يعيد كل شيء إلى جادة الصواب. – هل ستستقيل الحكومة أو تقال؟ في ظل هذه المردودية الهزيلة وهذا العبث السياسي الذي نعيشه،بعدما عجزت أن تجد الحلول المجدية لحراك الريف و تدفع عجلة الإصلاح إلى الأمام عوض وضع العصا فيها . هذه بعض التساؤلات أضعها بين يدي هذا الشهر الفضيل و أرجو الإجابة عليها بعد رمضان.