خرج المئات من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، في وقفات احتجاجية في عدد من المدن الأوروبية، مساء اليوم السبت، تنديدا بما اعتبروه "قمعا" لحراك الريف من طرف قوات الأمن، ومطالبة بإطلاق سراح كل المعتقلين ووقف كافة أشكال التدخلات الأمنية ضد الاحتجاجات السلمية بالحسيمة وضواحيها. واحتشد المتظاهرون في مسيرات ووقفات في مدينتي خيرونا وبيلباو الإسبانيتين، ومدينتي لاهاي ودينهاخ الهولنديتين، إضافة إلى مدينة ديزيلدورف الألمانية، رافعين صور الزفزافي والخطابي والأعلام الأمازيغية والريفية، مرددين هتافات تندد بما يسمونه "قمعا مخزنيا لساكنة الريف". ففي مدينة خيرونا الكاطالانية، شغلت القنصلية المغربية القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت أثناء الوقفة الاحتجاجية للنشطاء الذي احتشدوا أمام مبنى القنصلية، مع تعليق صور الملك والعلم الوطني، وهو ما اعتبره المحتجون "محاولة للتشويش على المظاهرة، وتشويهًا لسمعة المغرب في الخارج"، مهددين بالتواصل مع الصحافة الإسبانية ل"فضح" هذه التصرفات، حسب تعبيرهم. يأتي ذلك في وقت دعت فيه فعاليات سياسية وحقوقية ومدنية بالمغرب، إلى المشاركة بكثافة في المسيرة الوطنية، التي ستنظم غدا الأحد بالرباط على الساعة 12 زوالا انطلاقا من باب الأحد، تضامنا مع حراك الريف وتنديدا بالتدخلات الأمنية والاعتقالات التي تشنها السلطات الأمنية في حق نشطاء حراك الريف، واستنكارا للتصريحات الحكومية التي تتهم المتظاهرين بالاعتداء على قوات الأمن. وأعلنت عدد من الهيئات مشاركها في المسيرة، على رأسها جماعة العدل والإحسان، أحزاب فيدرالية اليسار، الحزب الليبرالي المغربي، حزب النهج الديمقراطي، المنظمة الديمقراطية للشغل الذراع النقابي لحزب الأصالة والمعاصرة، إضافة إلى 22 هيئة حقوقية مغربية منضوية تحت لواء الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان. وكان نشطاء قد تظاهروا بكل من مدن نيويوركالأمريكية، دوسوندوف الألمانية، بلباو الإسبانية، ومدن بروكسيل وانتويرب وأنفرس في بلجيكا، خلال الأيام الماضية، رافعين شعارات تهاجم التعامل الأمني للدولة مع احتجاجات الريف، وتعتبر المعتقلين بأنهم معتقلين سياسيين يجب الإفراج عنهم فورا.