احتج العشرات من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، بعدد من المدن بأوروبا وأمريكا، تنديدا باعتقال قوات الأمن لعدد من نشطاء حراك الريف، مطالبين بإيقاف المتابعات في حق النشطاء والتراجع عن قرار اعتقال قائد الاحتجاجات بالحسيمة ناصر الزفزافي. وتظاهر نشطاء بكل من مدن نيويوركالأمريكية، دوسوندوف الألمانية، بلباو الإسبانية، ومدن بروكسيل وانتويرب وأنفرس في بلجيكا، اليوم وأمس، رافعين شعارات تهاجم التعامل الأمني للدولة مع احتجاجات الريف، وتعتبر المعتقلين بأنهم معتقلين سياسيين يجب الإفراج عنهم فورا. ففي مدينة دوسوندوف الألمانية، نظم عدد من أفراد الجالية المغربية وقفة احتجاجية، زوال اليوم السبت، تنديدا بالاعتقالات في صفوف نشطاء الريف، مرددين هتافات من قبيل: "الزفزافي ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح"، "يا المخزن حذري.. كلنا الزفزافي". وطالب المتظاهرون في نيويوركالأمريكية، بإطلاق سراح جميع المعتقلين، والاستجابة الفورية لمطالب الساكنة، منددين بما اعتبروه استغلال منابر الجمعة لتمرير رسائل سياسية للدولة، وهو ما يمثل استغلالا للدين، حسب كلمات المتظاهرين بالوقفة التي نظمت أمس الجمعة. وفي مدينة بلباو الإسبانية، رفع متظاهرون في وقفة زوال اليوم السبت، صورا للزفزافي والأعلام الأمازيغية والريفية، منتقدين بشدة الإنزال الأمني الكثيف في منطقة الريف، رافعين شعارات من قبيل: "اعتقلوهم عدموهم.. ولاد الشعب يخلفوهم"، "هذا الريف وحنا ناسو.. والمخزن يفهم راسو"، "هي كلمة واحدة.. هاذ الدولة فاسدة". وخرج المحتجون في وقفات جديدة في بلجيكا، اليوم السبت بمدينتي انتويرب وأنفرس، بعد الوقفة التي نظمها نشطاء، أمس الجمعة، بالعاصمة بروكسيل، حيث هدد المتظاهرون في الوقفتين بتصعيد خطواتهم الاحتجاجية بتنظيم وقفات أخرى أمام القنصليات والسفارات المغربية بأوروبا. وهتف المتظاهرون بشعارات من قبيل: "يا مخزن سمع سمع.. ما بقيتيش كتخلاع.. إلى بقيتي كتقمع.. الرمانة غادي تفركع"، "اعتقالات استشهادات.. تؤجج النضالات"، عاش الشعب عاش عاش.. شعب الريف ماشي أوباش". وكانت لجنة دعم الحراك الشعبي بالريف ببروكسيل، قد دعت السلطات إلى "سحب قرار اعتقال الناشط ناصر الزفزافي وتغليب صوت العقل على صوت التصعيد والانتقام"، مشيرة إلى أن "الأجهزة الأمنية المغربية ارتكبت خروقات واسعة لحقوق الإنسان أثناء محاولتها اعتقال الناشط ناصر الزفزافي أحد الناشطين بالحراك الشعبي بالريف بمدينة الحسيمة". وقالت اللجنة في بلاغ لها، تتوفر جريدة "العمق" على نسخة منه، إنه "بدل اللجوء للغة الحوار وكعادتها اختارت أجهزة الدولة البوليسية لغة العنف مكررة مشاهد سنتي 1958 و1959 المشؤومتين، عبر استعراض القوة الأمنية برا والعسكرية جوا عبر تحليق طائرات هيليكوبطير على ارتفاع منخفض لإرهاب أهالينا المحاصرين في الريف، والذين عبروا أمام العالم خلال 7 أشهر بكل الأشكال السلمية والحضارية عن رغبة واضحة في التغيير، إلا أن جواب الدولة البوليسية جاء مخالفا لرقي سكان الريف". وثمن بلاغ "ما قام به الناشط ناصر الزفزافي ومواطنون بمختلف مناطق الريف من انسحاب من المساجد، وكذا مقاطعة للقذف الذي تعرضوا له من على منابر مساجد أصبحت بعيدة كل البعد عن هموم المواطن الريفي، بل أصبحت منصة لتمرير أفكار الدولة في تعارض مع المادة السابعة الصادرة في الجريدة الرسمية والتي جاءت بناء على توجيهات من الملك محمد السادس لمنع تدخل رجال الدين في السياسة، وعليه فإنها تدعو لسحب قرار اعتقال الناشط ناصر الزفزافي وتغليب صوت العقل على صوت التصعيد والإنتقام". وشهدت مدينة الحسيمة، أمس الجمعة، مواجهات بين الأمن ومتظاهرين، بعد محاولة أفراد من القوات العمومية اعتقال ناصر الزفزافي، قائد احتجاجات حراك الحسيمة، مباشرة بعد صلاة الجمعة. وأظهرت مقاطع البث المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي، محاولة الأمن اعتقال الزفزافي من فوق منزله بأحد الأحياء الشعبية بالمدينة، حيث احتشد العشرات من النشطاء لمنع الأمن من الاقتراب من الزفزافي، قبل أن تتطور الأمور إلى مواجهات بين الطرفين استعملت فيها الحجارة. وأصدر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، أمرا بإلقاء القبض على ناصر الزفزافي، قائد الاحتجاجات بالريف، قصد البحث معه وتقديمه أمام النيابة العامة. وأعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، اليوم الجمعة، أنه أمر بفتح بحث في موضوع إقدام ناصر الزفزافي بمعية مجموعة من الأشخاص على ما سماه "عرقلة حرية العبادات داخل مسجد محمد الخامس بالحسيمة"، وبإلقاء القبض عليه قصد البحث معه وتقديمه أمام النيابة العامة. كما أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أوقفت بتاريخ 26 و27 ماي، 20 شخصا وذلك للاشتباه في ارتكاب جنايات وجنح تمس بالسلامة الداخلية للدولة وأفعال أخرى تشكل جرائم يمقتضى القانون، حسب بلاغ اليوم السبت.