لم تمر سوى ساعات قليلة من إعلان كل من مصر والسعودية واليمن والإمارات العربية قطع علاقاتهم الدبلوماسية مع دولة قطر العربية، ما تفسير هذا الانقطاع؟ وما هي أسباب ذلك؟ وهل للرئيس الأمريكي ترامب يد في هذا الأمر؟ . هي نفسها الحرب الباردة التي درسنها في مدارسنا، والتي كانت بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفياتي في العقود الماضية قبل أن يتفكك الاتحاد إلى جمهوريات كل واحدة قائمة بذاتها، حرب نشهد تفاصيلها اليوم داخل العالم العربي، بين دولة قطر من جهة ودول مصر والإمارات واليمن والبحرين بقيادة المملكة السعودية العربية من جهة ثانية، حرب باردة تجلت في الحرب الكلامية والإعلامية التي تجري بين هذه الدول بشكل غير مسبوق. يبدو أن هذه الحرب ابتدأت حين بثت قنوات إخبارية سعودية وإماراتية يوم الثلاثاء 23 ماي تصريحات نسبت لأمير دولة قطر تميم بن حمد أل ثاني، خلال مراسيم تخريج فوج جديد من المجندين، حيث جاء في هذا التصريح انه من غير الحكمة معاداة إيران، ورفضه تصعيد الخلاف معها، كما أدان وضع جماعة حزب الله، وحركة حماس على قائمة الإرهاب باعتبارهما حركتي مقاومة.. كما اتهم تميم في التصريحات التي نسبت له كل من السعودية والإمارات والبحرين بالتحريض على قطر واتهامها برعاية الإرهاب. ورغم أن وكالة الأنباء القطرية أصدرت بيانا تقول فيه أن الموقع الالكتروني الرسمي الذي بث هذه التصريحات تعرض للقرصنة، إلا أن وسائل الإعلام السعودية وحليفاتها واصلت هجومها الإعلامي ضد قطر، حيث قالت جريدة عكاض اليومية السعودية "قطر تشق الصف وتنحاز لأعداء الأمة " ، قبل أن يرد في قناة العربية الإخبارية السعودية خبرا مفاده أن وزير الخارجية القطري أبلغ سفراء كل من مصر ، السعودية، البحرين، والإمارات بمغادرة قطر في حدود 24 ساعة، وهذا ما نفاه وزير الخارجية القطري . كما حظرت هذه الدول أزيد من 20 موقعا الكترونيا تابعا لدولة قطر ، من بينها مواقع الجزيرة العربية وقنواتها الإخبارية في سابقة لم يشهد مثلها العالم العربي من قبل. أيام قليلة فقط على زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للشرق الأوسط، ومشاركته في ثلاث قمم عربية وإسلامية وخليجية، تم التركيز في هذه القمم بشكل واضح على كون إيران رأس حربة الإرهاب، هذه الزيارة التي أثارت أكثر من علامة استفهام، كما يمكن أن نربط هذا الخلاف بثورات الربيع العربي، حيث سعت دولة قطر إلى تعظيم دورها من خلال دعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وهو الأمر الذي سيضعها في مواجهة مصر والمملكة السعودية.