حسناء العلمي - متدربة قال المحلل المغربي المتخصص في الشؤون الصحراوية والموريتانية، عبد لله الحافيظي، إن من بين أبرز الأسباب الكامنة وراء توتر العلاقات بين المغرب وموريتانيا هو استقبال الرباط لمعارضي النظام في بلاد شنقيط، مؤكدا أن "التجييش" الإعلامي المتبادل ساهم في تصعيد الأزمة بين البلدين. وأشار الحافيظي، في مقال له نشر على منابر إعلامية موريتانية، أن استضافة المغرب لاثنين من معارضي النظام الموريتاني، رجلي الإعمال محمد ولد بوعماتو ومصطفى ولد لمام الشافعي (وهو مستشار للعدد من الرؤساء الأفارقة وقدم إلى المغرب إثر الإطاحة برئيس بوركينا فاصو بليز كومباوري)، أحد أهم الأسباب الرئيسة لعدم تعيين موريتانيا لسفير لها بالرباط لمدة خمس سنوات. وأضاف الخبير المغربي، أن حضور مسؤولين ساميين ووجهاء من المغرب حفل زفاف كريمة ولد الشافعي بالرباط السنة الفارطة، اعتبرته نواكشوط "تحديا سافرا لها"، معتبرا أن سبب عدم استقبال الرئيس الموريتاني للوفد المغربي يرجع الى عدم استقبال الملك محمد السادس لوزير خارجية موريتانيا خلال زيارته للمغرب مرتين من أجل تسليم دعوة حضور القمة العربية. وقال الحافيظي إن "التجييش" الإعلامي بين الطرفين هو من جعل من استقبال الرئيس الموريتاني لبعض موفدي جبهة "البوليساريو"، كان أخرهم محمد خداد، مسؤول التنسيق مع "الميرونسو"، مشيرا إلى أن "هذه اللقاءات لا تحمل جديدا فكل الرؤساء الموريتانيين المتعاقبين منذ 1979 كانوا يستقبلون مبعوثين من البوليساريو، وبالتالي فإن مثل هذه الاستقبالات لا يجب أن تكون مدعاة للتوتر ما لم تثمر قرارات معادية." واستبعد الحافيظي افتراضية تغير موقف موريتانيا من قضية الصحراء لفائدة البورليساريو والجزائر، "فالواقع أن لا شيء يزكي هذا الافتراض، فموريتانيا لم تقدم على أي خطوة دبلوماسية ذات دلالة في اتجاه تغيير موقفها، وما تثيره هذه المنابر لا يتجاوز حدود التخمينات والاستنتاجات، والمعطى الوحيد الملموس هو حضور وزير الشؤون الإسلامية الموريتاني مراسيم تشييع جنازة زعيم الانفصاليين محمد عبد العزيز المراكشي شهر يونيو الماضي". وقال الحافيظي، إن أخذ المنابر الإعلامية توقيع اتفاقيات تعاون بين الجزائروموريتانيا كدليل على تغيير الموقف الموريتاني من قضية الصحراء لا يستقيم، "لأن موريتانيا دولة مستقلة لها كامل الحق في تنمية علاقتها مع الجزائر والمغرب وكل دول الجوار". وختم الحافيظي مقاله بدعوة المغرب الى الدفاع عن قضيته الوطنية وعدم دفع موريتانيا إلى الخروج عن حيادها في موضوع الصحراء لأنها مازالت متمسكة "بمسار التسوية الأممي وتدعم حلا سياسيا متفاوضا بشأنه على قاعدة لا غالب ولا مغلوب وهو نفس الموقف الذي عبر عنه المغرب في مرات عديدة".