تبنى تنظيم الدولة الإسلامية هجوم مانشستر، بينما قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم الثلاثاء إن شرطة بلادها تعرف هوية منفذ الهجوم الذي ضرب مانشستر مساء أمس، وأودى بحياة 22 شخصا بينهم أطفال وإصابة 59 آخرين. وأضافت ماي أن السلطات الأمنية قررت عدم رفع مستوى التأهب الأمني عقب هجوم مانشستر. في حين اعتقلت الشرطة شخصا واحدا في إطار التحقيقات بالهجوم. وقال بيان للتنظيم إن المنفذ فجر عبوات ناسفة في مبنى أرينا، ما أدى إلى مقتل نحو 30 وإصابة 70 آخرين. وتوعد البيان بشن هجمات أخرى على "عباد الصليب". من جانبها ذكرت ماي -في تصريح صحفي عقب اجتماع للجنة الطوارئ في لندن- أن الشرطة عرفت هوية منفذ الهجوم بأحد مداخل قاعة مانشستر أريانا للاحتفالات، غير أن السلطات غير جاهزة للإفصاح عن هوية المنفذ. وقد وصفت سلطات لندن التفجير بالعمل الإرهابي، وأفادت رئيسة الحكومة أن المهاجم حاول إيقاع أكبر عدد من الضحايا. وقالت ماي إن الانتحاري نفذ اعتداء مانشستر بمفرده، "ولكن لا ندري إذا كان تلقى مساعدة من آخرين"، وشددت على أن السلطات الأمنية تحقق لمعرفة ما إذا كان الهجوم عملا معزولا أم أن وراءه مجموعة خططت لتنفيذه. ومن المنتظر أن تترأس ماي اليوم اجتماعا آخر للجنة الطوارئ، كما ستحل في اليوم نفسه بمانشستر لتعقد اجتماعا مع المسؤولين المحليين وقيادات الشرطة والطوارئ. التأهب الأمني وصرحت ماي بأن الاجتماع الأمني الذي ترأسته قرر عدم رفع حالة التأهب الأمني عقب هجوم مانشستر، وقال مراسل الجزيرة بلندن أمان الله غنيم إن مستوى التهديد الأمني في بريطانيا من الدرجة الرابعة منذ ثلاث سنوات، وهي الدرجة ما قبل القصوى. من جانب آخر، ذكر مراسل الجزيرة أن السلطات أخلت مجمع تسوق أرنديل القريب جدا من قاعة مانشستر أريانا، وطوقت الشوارع المحيطة به قبل أن تعيد فتح المجمع وقد اعتقلت شخصا على الأقل، ونقلت وكالة رويترز عن شهود أن العشرات يركضون خارج المجمع بعد سماع دوي انفجار داخله. وفي وقت سابق صباح اليوم، أغلقت السلطات محطة فيكتوريا كوتش للحافلات بلندن بعد العثور على طرد مثير للريبة قبل أن تعيد فتحه بعد وقت قصير، وذكر عمدة لندن صديق خان في بيان أن الوضع الأمني بالعاصمة يخضع حاليا للمراجعة، كما يجري تعزيز الإجراءات الأمنية. وأضاف أن سكان لندن سيشهدون زيادة بأعداد الشرطة في الشوارع. وكان قائد شرطة مانشستر أيان هوبكنز قال إن عدد ضحايا الانفجار الذي وقع عند أحد مداخل قاعة الاحتفالات ارتفع إلى 22 قتيلا و59 جريحا، ومن بين القتلى أطفال. وأضاف في تصريحات صحفية أن الهجوم نفذه رجل هو من بين القتلى، مشيرا إلى أن الشرطة تعتقد أن المهاجم كان يحمل عبوة ناسفة. عمل المحققين وذكر المسؤول الأمني أن "أولوية تحقيقات الشرطة هي معرفة ما إذا كان المهاجم تصرف بمفرده أم ضمن شبكة". ودعا قائد الشرطة المواطنين للمساعدة في التحقيقات عن طريق إرسال أي صور أو فيديوهات يمتلكونها عن التفجير الذي وقع عقب انتهاء حفل أقامته مغنية البوب الأميركية أريانا غراندي. ووقع الانفجار عند الساعة 10:45 مساء الاثنين بالتوقيت المحلي (09:45 مساء بتوقيت غرينتش). وقال شهود إنهم سمعوا دوي انفجار قوي بينما كانوا يهمون بالخروج من القاعة، وأظهر فيديو نشر على موقع يوتيوب أفرادا من الجمهور يصرخون ويركضون في مكان الحادث، وقد هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان. وأكد الشهود أن الانفجار وقع خارج قاعة الاحتفالات بمانشستر لا داخلها، وأنه وقع مع اقتراب الحفل من نهايته. لكن شهودا آخرين تحدثوا عن وقوع انفجارين، وشاهدوا عشرات الضحايا بين قتيل وجريح. وقد ندد قادة الأحزاب السياسية بالهجوم، وتقرر تعليق الحملات التي كانت تقوم بها استعدادا للانتخابات المقرر إجراؤها في الثامن من الشهر المقبل.