تعيش جامعة مولاي إسماعيل بمكناس بداية من يوم الاثنين وحتى 25 ماي الجاري على إيقاع النسخة الأولى من (أسبوع إفريقيا) الذي تنظمه تحت شعار "تعاون جنوب-جنوب .. أي دور للجامعة من أجل تعاون دائم؟". وتهدف التظاهرة مناقشة عدة مواضيع تشكل الأولويات الكبرى لإفريقيا، ينكب خلالها مشاركون ذوو كفاءات علمية ينتمون إلى عوالم المعرفة والثقافة والسياسة والأعمال، حول إشكالية التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومسألة الشراكة، في إطار ورشات ومحاضرات. وشددت كلمات افتتاح هذا الحدث على ضرورة تنمية التعاون جنوب-جنوب عبر إشراك مختلف الآليات المساعدة على ذلك، ضمنها الجامعة التي تملك مقومات تعزيز هذا التعاون. واعتبر إيلو أدامو رئيس جماعة تاوا بدولة النيجر أن للمنتخب المحلي دورا في الدفع بهذا النوع من التعاون، مؤكدا أن (أسبوع إفريقيا) سيفتح آفاقا جديدة للعلاقات بين البلدان الإفريقية بعيدا عن جانبها الرسمي. وأبرز أدامو الارتياح الذي يعم الطلبة النيجريين خلالهم مقامهم بين زملائهم المغاربة، ومن مستوى التكوين الذي يتلقونه بالجامعة المغربية. وسجل فرانسوا-كزافيي القنصل العام لفرنسا بمدينة فاس أن بلاده تتابع، باهتمام بالغ، الجهود التي يبذلها المغرب من أجل تنمية التعاون جنوب-جنوب، مشيدا بمضامين الخطاب الملكي بقمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة مؤخرا بأديس أبابا. وذكر كزافيي بالدور الذي تضطلع به الجامعة كمحرك للتنمية لما تسهم به من بحوث تستفيد منها المقاولة وتستعين بها في تنافسيتها، مضيفا أن إفريقيا في حاجة إلى جامعاتها حتى تكون قارة للمستقبل. ودعا رالف لويس السكرتير الأول لسفارة ألمانيا بالمغرب إلى تعزيز التعاون الثلاثي الأبعاد بين أوروبا والمغرب وباقي إفريقيا لإضفاء دينامية تخدم التعاون جنوب-جنوب. وسجل لويس أن تشبيك الجامعات الإفريقية ضرورة ملحة للارتقاء بالبحث العلمي وتحقيق التنمية بقارة تواجه عدة تحديات لها تداعيات كبرى على أوروبا ومختلف بلدان العالم. وافتتحت التظاهرة بشريط وثائقي حول البعد الإفريقي للمغرب والسير الدراسي في جامعة مولاي اسماعيل مرفق بشهادات طلبة أفارقة، وزيارة معرض لمنتوجات وتقاليد بلدان من جنوب الصحراء. وتتمحور مختلف محاضرات (أسبوع إفريقيا) حول مجموعة من المواضيع، ضمنها "إفريقيا في الجيوسياسية العالمية الجديدة"، و"التعاون جنوب-جنوب، أين موقع المثقف؟"، و"تطور السياسة الإفريقية للمغرب"، و"تخليق الحياة العامة الإفريقية .. آفاق ممكنة في التعاون جنوب-جنوب". كما تتطرق هذه المحاضرات التي تتوزع بين كليات مختلفة تابعة للجامعة، ل "المملكة المغربية في عمقها الإفريقي"، و"المرأة في منظومة التنمية الإفريقية"، و"تدبير الموارد المائية في ضوء التغيرات المناخية بإفريقيا"، و"مبادرة لتكييف الفلاحة الإفريقية مع التحولات المناخية"، و"البرمجة اللغوية العصبية والذكاء الإفريقي". كما يحفل برنامج التظاهرة بأنشطة أخرى فنية ورياضية وثقافية تروم نسج أواصر الصداقة والأخوة الإفريقية-المغربية. وتضم جامعة (مولاي اسماعيل) حاليا ما يزيد عن 717 طالب وطالبة ينحدرون من عدة بلدان إفريقية.