يطل علينا مهرجان موازين هذا العام و نسائم شهر رمضان تلطف الجو من هذا التلوث الذي هوى بأخلاقنا إلى الحضيض فيسيل الكثير من الحبر حول هذه المناسبة وتضيع الحقيقة بين الولاء و البراء منه. لن أتحدث عن الأموال الطائلة التي تصرف لإحياء هذا الموعد السنوي و مصادر التمويل، و لن أتناول بالتجريح و التعديل الفنانات و الفنانين الذين يتحرشون بالمغاربة فوق منصة النهضة ولا نهضة و لن أتهم الإذاعات والقنوات التي تنقل إلينا المجون و تفرضه علينا داخل بيوتنا كل ليلة، سوف نتغاضى عن هذا كله و نحلق جميعا فوق هذا الجمهور الذي يتراقص على أنغام أقل ما يقال عن غالبيتها أنغام علب ليلية و خمارات ،بعيدة كل البعد عن الفن الراقي ،إنها جماهير غفيرة كالنباتات الخرافية كلما قطعت بعضها تكاترت وتناسلت تحج كل عام إلى هذه الساحات وقد قدرت في السنة المنصرمة بحوالي 6،2 مليون متفرج وهو رقم مخيف يقترب من عدد المصوتين على حزبي الصدارة(العدالة والتنمية و البام) في انتخابات 2016 نضيف إلى هذا نسبة المشاهدات المرتفعة التي يحصدها المهرجان في كل سنة منذ 2001 من تنظيم جمعية مغرب الثقافات، من هنا اذن يستمد المهرجان قوته ،من هذا الحضور الهائل الذي يضفي عليه الشرعية العرجاء،فيطيل نفسه ويمدد في عمره ،ولو أن هذه الفئات لزمت بيوتها و أطفأت الأنوار و الشاشات كلما حان وقت السهرات لكان ذلك أحسن من توقيع ألف عريضة و أبلغ من كل تنديد أو خطاب ، وقد سئل أحد الزعماء لماذا لا تصدر أوامرك بإغلاق الحانات و الخمارات فأجاب :حينما ينتهي الشعب عن ارتياد هذه الأماكن سوف يعلن عن إفلاسها تلقائيا ، وأنا أقول إذا نهق الحمار في وجهك و بيدك العصا فلا تضربه فذلك هو الرد و تلك هي المروءة