تسبب الإعلان عن قيام الملك محمد السادس بزيارة إلى مدينة أكادير، في تحرك المسؤولين بالمدينة على وجه السرعة بهدف تغيير معالم المدينة "الشاحبة" إلى مدينة خضراء، في عملية تزيين غير مسبوقة تشهدها عاصمة سوس، وهو ما خلف موجة من السخرية اللاذعة والانتقاد الحاد من طرف عدد من سكان المدينة للمسؤولين وعلى رأسهم المجلس البلدي المعني الأول بحملة التزيين. وفي هذا السياق، أصدر المجلس البلدي لأكادير بلاغا أعلن من خلاله أنه منذ اللحظات الأولى لورود أنباء الزيارة الملكية لأكادير، أصدر رئيس المجلس الجماعي، صالح المالوكي توجيهاته القاضية بالتعبئة الشاملة لكافة الموارد البشرية واللوجيستيكية للجماعة استعدادا وتهيئا لها، مشيرا أن المجلس عقد على مدار الساعة وطيلة أربعة أيام اجتماعات متواصلة من أجل "إنجاح الزيارة الملكية التي ظلت ساكنة أكادير ترتقبها منذ مدة". وأضاف البلاغ الذي توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أنه تم وضع برنامج عمل وزعت خلاله المهام والتكليفات، وهي "العملية التي تابعها بشكل مباشر أعضاء المكتب بشكل شخصي وحثيث دون إغفال أدق التفاصيل"، مضيفا أن جماعة أكادير في الوقت الذي تتزين بأبهى حلة فرحا وترحيبا بعاهل البلاد، "يتم وضع اللمسات الأخيرة على عمل مهم وجبار اضطلعت به المصالح الجماعية طيلة سنة ونصف من أجل تأهيل المشهد الحضري لأكادير". ورغم تأكيد المجلس البلدي الذي يرأسه حزب العدالة والتنمية، على أن تحركه من أجل تزيين المدينة جاء تسريعا لمسار عمل وخطة امتدت لأكثر من سنة تروم الاهتمام الشامل بتأهيل المشهد الحضري للجماعة، إلا أن خطوة المجلس قوبلت بانتقادات واسعة من لدن سكان المدينة على فضاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أجمع كل المعلقين على صفحة رئيس المجلس صالح المالوكي بفيسبوك على أن المدينة كانت ستظل على حالها لولا الزيارة الملكية. وتساءل عدد من نشطاء الفيسبوك "أين كان المسؤولون قبل الإعلان عن الزيارة الملكية؟ ولماذا شرعوا في عملية «الماكياج» مباشرة بعد تأكد نبأ الزيارة الملكية؟ ولماذا يخاف المسؤولون من الملك ولا يخشون خالقهم، ولماذا لا يطالب المجتمع المدني بوضع قانون يعاقب المسؤولين عند قيامهم بالتمويه وإظهار عكس واقع المدينة؟"، مشيرين أن الزيارة الملكية المرتقبة دفعت المسؤولين إلى زرع أشجار جاهزة من منابت، وإقامة حدائق على طول الطرق التي سيمر منها الموكب الملكي، كما تسبب الإصلاح المفاجئ لبعض الطرق المهترئة في عرقلة حركة المرور. وسجل هؤلاء، أن أشغال الترميم والتزيين بدأت بوتيرة مرتفعة في الشوارع الرئيسية التي سيمر منها الموكب الملكي بعد أن كانت منعدمة، مشددين على أن زيارة الملك للمدينة هي التي جعلت المسؤولين يقضون أوقاتا طويلة، وهم يتابعون الإصلاحات التي تهم إصلاح الطرق، وتأهيل الإنارة العمومية، وغرس وسقي النباتات والأغراس التي تغطي ملتقيات الشوارع الكبرى، وبعض المناطق الخضراء على قلتها بالمدينة، وصباغة الأرصفة، وكنس الأتربة، وجمع النفايات، حيث جندت السلطات عدد كبير من المعدات والآليات، واستعانت بعمال الإنعاش وشركة النظافة للقيام بهذه الأشغال التي تروم إخفاء حقيقة الوضع وكل النقط السوداء بمدينة أكادير.