تظاهر العشرات من النشطاء المغاربة والفلسطينيين، مساء اليوم الجمعة، أمام مبنى السفارة الفلسطينية بالرباط، تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، معلنين انخراطهم في شرب الماء بالملح والامتناع عن الأكل لمدة 24 ساعة. الوقفة التي دعت لها السفارة الفلسطينية، شاركت فيها عدة هيئات سياسية وحقوقية ومدنية، بحضور السفير الفلسطيني بالرباط، حيث انخرط عدد من النشطاء في حملة شرب الماء بالملح أثناء الوقفة، في خطوة رمزية للتعبير عن تضامنهم مع الأسرى الذين يخوضون معركة "الأمعاء الخاوية" في سجون الاحتلال الصهيوني. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية مرددين هتافات من قبيل: "بالروح بالدم.. نفديك يا أسير"، "الحرية والكرامة.. للأسرى للعظماء"، 'فلسطين أمانة.. والتطبيع خيانة"، "فلسطين تقاوم.. والأنظمة تساوم"، "لا لا للتطبيع.. فلسطين ماشي للبيع". السفير الفلسطيني بالرباط، زهير الشن، قال في تصريح لجريدة "العمق"، إن الوقفة التضامنية تدل على صدق مشاعر الشعب المغربي تجاه قضية فلسطين العادلة، ورفض سياسة الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين، مشددا على أن المغاربة يوجهون رسالة تضامن ومساندة ووقوف إلى جانب الأسرى. وأضاف أن زوال الاحتلال هو مطلب إنساني قانوني عادل يجب أن يتحقق للشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن معركة الأمعاء الخاوية أظهرت أن الشعب الفلسطيني موحد بكل ألوانه، ومهما كان هناك من حراك، فإن الهدف واحد هو إنهاء الاحتلال واسترداد الأرض والمقدسات، حسب قوله. وفي السياق ذاته، أعلن الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع الذي يضم 14 هيئة مدنية وحقوقية، خوض إضراب عن الطعام لمدة 24 ساعة ابتداء من الساعة السابعة ليوم غد السبت، بمشاركة أزيد من 1500 ناشط في مختلف مدن المغرب بشكل متزامن. وأعلن الائتلاف في بلاغ له، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أنه سلم ممثلية الأممالمتحدة بالرباط، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، يستنكر فيها الصمت الدولي أمام انتهاكات الكيان الصهيوني لحقوق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أنه قام بزيارة تضامنية للسفارة الفلسطينية بالرباط لتبليغ السفير تضامن مختلف أطياف الشعب المغربي مع الأسرى الفلسطينيين. وتفاعل الآلاف من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، في المغرب كما في باقي دول العالم، مع حملة شرب الماء بالملح، وذلك تحت وسم "الحرية للأسرى، إضراب الكرامة، مي وملح"، بالموازاة مع تغيير الصور الشخصية على فيسبوك وتويتر وواتساب. وكانت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية بفلسطين، قد أعلنت أول أمس الأربعاء، عن انضمام أكثر من خمسين أسيرا في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" للإضراب عن الطعام، في مقدمتهم عدد من قيادات الأسرى من مختلف الفصائل الفلسطينية، وذلك بعد مرور 19 يوما على انطلاق معركة "الأمعاء الخاوية" بسجون الاحتلال. وجاء قرار الإضراب بعد فشل حوارات ونقاشات الأسرى مع "إدارة المعتقلات" لتحسين أوضاعهم، حيث شرع نحو 1500 أسير في إضراب مفتوح عن الطعام، في السابع عشر من أبريل الماضي، تزامنا مع يوم الأسير، وذلك احتجاجا على الممارسات القمعية التي تمارس بحقهم، والعدد مرشح للزيادة مع مرور الأيام، ليصل عددهم حتى الآن إلى نحو 1800 أسير. ويبلغ عدد الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي 7000 أسير، من بينهم 330 أسيرا من قطاع غزة، و680 أسيرا من القدس وأراضي عام 1948، و6000 أسير من الضفة الغربيةالمحتلة، و34 أسيراً من جنسيات عربية.