يبدو أن رباط "الأخوة" بين حسن الكتاني وعبد الوهاب رفيقي، رفاق الأمس في السجن، قد انفصل وهما يعانقان الحرية، وذلك بعدما أن لجأ الشيخ الكتاني إلى لغة "السب والشتم" في حق من كان يتقاسمه قبل سنوات نفس الأفكار والتوجهات، قبل أن يحظيا بعفو ملكي سنة 2012، في إطار العفو الملكي الشامل عن بعض السلفيين الذين راجعوا بعض أفكارهم التي كانت توصف ب "المتطرفة" و"الراديكالية". الكتاني لجأ إلى الفضاء الأزرق من أجل مهاجمة رفيقي بعد أن شارك أمس في برنامج على القناة الثانية واعتبر من خلاله أن "مناقشة المساواة في الإرث لم يعد خطا أحمر"، حيث وصف الكتاني رفيقي بأنه "تافه" وأن مناقشة أمر مسألة الإرث هو "خط أحمر غليظ دون تجاوزه خرط القتاد"، معتبرا في تدوينة على فيسبوك أنه "سفاهة ما بعدها سفاهة أن يتجرأ تافه متقلب فاشل في حياته على قامة علمية مثل الدكتور زغلول النجار حفظه الله". رد رفيقي المكنى ب "أبو حفص" خلال "عهد السلفية"، لم يتأخر كثيرا، حيث اعتبر في تدوينة مماثلة أنه لا يستطيع مجاراة الكتابي في مستواه في الحوار، قائلا بلغة لا تخلو من سخرية: "من أراد أن يتعلم أصول الحوار الهاديء وأساليب النقاش الراقي والمتحضر فليطلع على صفحة الأستاذ حسن الكتاني"، مضيفا أنه من أراد أن يتعمق في أصول الحوار وأخلاق التعامل مع المخالف فليطالع التعليقات التي تحفل بها صفحة الكتاني حول رفيقي. رفيقي، الذي اعتبر من خلال برنامج "حديث الصحافة" الذي بثته أمس الأحد 2M، أن "متغيرات كثيرة وقعت في بنية المجتمع والأسرة المغربية خاصة، بحيث أن المرأة اليوم أصبح لها وضع خاص يستدعي معه الأمر مراجعة بعض مقتضيات الميراث، وخاصة الميراث بالعصبة"، قال إنه لا يمكن أن يهاجم الكتاني بنفس أسلوبه "لأن لي شركتي معاه طرف د الخبز خصك تراعي ديك الشركة على عرف سادتنا المغاربة". وأضاف أن السبب الثاني الذي دفعه إلى عدم مجاراة الكتاني في هجومه عليه، هو أن هناك متابعون لصفحته من عائلة الكتاني وأنه لا يمكن أن يؤذيهم لمعزّتهم عنده، مشددا على أنه حتى لو أراد أن يرد على الكتاني فإنه لا يستطيع أن ينزل إلى مستوى لغة الكتاني، مبرزا بلغة لم تخلُ من معنى، إلى أنه يفكر بأن يطلب الحماية الأمنية من وزير الداخلية الجديد، وذلك في إشارة إلى احتمال تعرضه لأذى جسدي من طرف الذين يتبنون فكر "داعش"، والذين تتضح توجهاتهم من خلال "اللغة العنيفة" التي يستعملونها في التعليق على صفحة الكتاني ضد آراء عبد الوهاب رفيقي.