حذر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، من ما اعتبره "تحالف الثلاثي السياسية، وتهريب الأموال، والإدارة"، مشيرا الى أن "التجربة في أمريكاالجنوبية وفي بعض الدول الإسلامية مثل أفغانستان وإيران ولبنان ومنطقة جنوب الصحراء ... أبانت على أن عائدات المخدرات لا تشكل فقط موردا لرزق المزارعين، وإنما توظف في تغذية الانقلابات العسكرية كما في أمريكاالجنوبية في الثمانينات والتسعينات، وتغذية الحركات الإرهابية كما كان معمول به في أفغانستان مع "المجاهدين "الأفغان"، ومن بعدهم تنظيم القاعدة وغيرهم، وكذلك تمويل العصابات الإجرامية والحركات الاسلامية المتطرفة في جنوب الصحراء". وأوضح العماري، في تدوينة له على حسابه بموقع "فيسبوك"، أنه "على الرغم من المجهودات الكبيرة التي قامت بها الدولة منذ سنة 2000 في جهة طنجةتطوانالحسيمة، حيث أصبحت تعتبر ثاني قطب اقتصادي في المغرب، وتضم مشاريع اقتصادية كبرى مثل طنجة ميد ومصانع رونو وبنيات تحتية وسياحية، بالإضافة إلى الأنشطة التجارية المرتبطة بمدينة سبتةالمحتلة، فإن خمسة أقاليم من هذه الجهة تعتمد تقريبا بنسبة 53 في المائة على مداخيل زراعة الكيف (حسب دراسة تعود إلى سنة 2006 كانت قد أنجزتها جمعية تاركا بدعم من وكالة تنمية أقاليم الشمال ووزارة الداخلية والاتحاد الأوروبي)". وأضاف العماري الذي يترأس جهة طنجةتطوانالحسيمة، أن "في مقدمة هذه الأقاليم التي تعتمد في دخلها على اقتصاد الكيف حسب نفس الدراسة المشار إليها، يأتي إقليمشفشاون بنسبة 87 في المائة، وإقليمالحسيمة بنسبة 81 في المائة، وإقليمتطوان بنسبة 62 في المائة.... حيث إن طبيعة الإقتصاد في هذه الأقاليم محاطة بكثير من الهشاشة والتقلبات". وفي السياق ذاته، اعتبر زعيم البام، أن "هذه الأقاليم لا تتوفر على بنيات إقتصادية قوية ومهيكلة و منظمة، حيث تنعدم الصناعة والفلاحة بمعناها الحقيقي وكذلك التجارة، بل إن معدل الدخل الرئيسي فيها يعتمد على مداخيل زراعة الكيف بنسبة تقارب ال80 في المائة"، مضيفا أن "هذا معناه أن جميع الأنشطة الإقتصادية الأخرى، من فلاحة وسياحة وصيد بحري وتجارة وغيرها، لا تساهم في الدخل إلا بما يقارب20 في المائة". واستغرب المتحدث ذاته، عن اصرار بعض الأطراف في المغرب على "عدم فتح هذا الملف، وتعرية الواقع الإقتصادي المرتبط به، والكشف عن الحقائق التي تميز الواقع الإقتصادي والإجتماعي بهذه الجهة؟"، مؤكدا في السياق ذاته، أنه "إذا كنا بالأمس نخيف سكان الشمال من فزاعة الكلام عن هذا الواقع، فإن تحرر هذه الساكنة اليوم من هذا الخوف يسمح لها بطرح الإشكالات الحقيقية المرتبط بهذا الواقع الذي لا يرتفع"، مضيفا أن "الواقع الحالي يسائلنا جميعا من أجل البحث عن طرق جديدة للعمل وعن بدائل جديدة من أجل تغيير هذه المعادلة الإقتصادية الاستثنائية". وتابع الأمين العام لحزب "الجرار"، قائلا: "إذا صدقنا الأرقام التي تضمنها تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الصادر خلال شهر مارس الماضي، حول عائدات الكيف في المغرب، حيث حدد القيمة الإجمالية للكميات المزروعة في 23مليار دولار، أي ما يعادل 23 في المائة من الناتج الداخلي الخام للمغرب؛ أفلا يحق لنا أن نتساءل أين تذهب هذه العائدات؟ ومن المستفيد من عدم تعرية هذا الواقع ومن السكوت عنه، حيث لا يحق لأي أحد أن يناقش ويحلل هذا الواقع الحقيقي الذي يتداخل فيه السياسي و الاقتصادي والاجتماعي والأمني؟". وأكد العماري في الأخير، أنه "إذا كانت أرقام الخارجية الأمريكية صحيحة، وكانت أرقام دراسة جمعية تاركا التي أنجزت قبل عشرة سنوات ما تزال صحيحة، فإن الكلام عن هذا الموضوع أصبح ضروريا للإجابة ليس فقط على الأسئلة الاقتصادية والاجتماعية، وإنما أيضا عن الأسئلة الأمنية والإستراتيجية".