تتردد دائمًا كلمة «لعنة الفراعنة» أثناء الحديث عن سرقة مقابر الفراعنة، ومحتوياتها على يد اللصوص، فهناك من يعتقد أن الفراعنة تركوا لعنتهم، لتصيب من يحاول سرقة مقابرهم، كطريقة للدفاع عما يمتلكون لاعتقادهم في البعث والخلود. ولكن يبدو أن لعنة الفراعنة ليست هي ما لجأ إليه القدماء المصريين، لحماية مقابرهم وممتلكاتهم، فقد اكتشف مجموعة من علماء الآثار أن القدماء المصريين، قد يكونوا أنشأوا آلية وقائية موجودة داخل الأهرامات؛ كي تحمي ما بداخل المقابر الملكية من محتويات وآثار، وأن تلك الآلية هي خط الدفاع لردع اللصوص ومنعهم من سرقة المقابر، حسب ما ذكر موقع «ibtimes». فقد أظهر علماء الآثار تلك الآلية الدفاعية الوقائية الموجودة داخل الأهرامات، باستخدام الأجهزة الحديثة، معتقدين أن القدماء المصريين، لم يقوموا فقط بتلاوة الصلوات للتأكد من أن الملوك يرقدون في سلام، دونما أن يزعجهم مقتحمي ولصوص المقابر، بل صمموا خط دفاع فعال للقيام بذلك الغرض. ومن خلال استخدام الأجهزة الحديثة والأشعة للمسح الضوئي، أظهر عالم المصريات مارك لينر نظام الدفاع حول مقبرة الملك خوفو، داخل الهرم الأكبر، وقال إنها «آلية دفاع وقائية فعالة». فمقبرة الملك محاطة بجدران سميكة جدًا، حوالي 80 مترًا سُمك، ولكن مع ذلك فإن الممرات غير محمية بشكل كبير، لذا فقد حفر بناة الأهرام مجموعة من الأخاديد خارج مدخل المقبرة، مخبأة أسفل جدران الهرم، وركبوا داخل تلك الأخاديد ألواح جرانيت ضخمة؛ لكي تسقط وتقطع الطريق على أي شخص يحاول التعمق داخل الهرم. وعرفت تلك الآلية في الدفاع في القرن ال19، ولكن القدماء المصريين هم أول من ابتكروها، ويظهر وثائقي لعلماء الآثار كيف وُضعت ألواح الجرانيت داخل الأخاديد، بعد دفن الملك، وإغلاق المقبرة بإحكام. ومعرفة آليات الدفاع التي استخدمها القدماء المصريين، قد تقود علماء الآثار لاكتشاف المزيد، حيث يعتقد عالم الآثار زاهي حواس، أن الأنفاق والغرف، التي تم اكتشافها، ما هي إلا مجرد مقابر زائفة، وخدعة لإبعاد اللصوص عن مقبرة الملك الحقيقية. ومن ثم فإن مقبرة الملك خوفو قد تكون مخبأة في مكان ما في عمق الهرم الأكبر، وتلك الخدعة قد تكون أعقد آلية دفاع، لإرباك لصوص المقابر وإبعادهم.