اعتبر عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان الأستاذ الجامعي في القانون الدستوري عمر إحرشان، بأن الهدف الأساسي من "عرقلة" مهمة بنكيران لتشكيل الحكومة طيلة خمسة أشهر وتيسيرها مع العثماني، هو "محاولة تقسيم حزب العدالة والتنمية" الذي شدد أنه يتقوى يوما بعد يوم لا يضعف. وأكد القيادي في الجماعة المعارضة والمقاطعة للانتخابات، أن النتائج التي ظل حزب العدالة والتنمية يحققها تؤشر على تنامي قوته في الوقت الذي راهن خصومه على إضعافه. وأضاف، أن النظام يريد أن يقطع مع كل ما له علاقة بحركة 20 فبراير التي اندلعت سنة 2011 إبان الربيع الديمقراطي، معتبرا أن وصول حزب المصباح لرئاسة الحكومة يعتبر هو الآخر من مخرجات هذه الحركة التي يريد القصر أن يغلق قوسها، غير أنه يراهن على تحقيق هذا الأمر دون خسائر، على حد وصف إحرشان. وشدد المتحدث على أن من بين الوسائل التي يراد بها تقسيم العدالة والتنمية هو دفعه نحو رئاسة حكومة لا يسيرها، وهو ما بدأت تظهر مؤشراته بتحالف ستة أحزاب في حكومة سعد الدين العثماني، واعتبر أن وجود هذا العدد من الأحزاب داخل أغلبية حكومية يبين بأنه " لا علاقة للمؤسسات بالانتخابات". وأوضح في حديثه لقناة جماعته على النت "العدد كبير يتطلب بالتالي عددا كبيرا من الوزراء، وهذه الأحزاب مختلفة إيديولوجيا وسياسيا وبينها صراعات، فإذا لاحظنا فقط الرباعي الذي سير الحكومة قبل 2016 لم يستطع أن يقدم في نهاية ولايته حصيلة مشتركة وهذا يتعارض مع مبدإ التضامن الحكومي على الإطلاق، فما بالك بهذه الأحزاب الستة". وتابع إحرشان "النقاش العمومي الذي ساد فترة ما قبل الانتخابات يبين أن الحكومة ستبقى ضعيفة، بل الأكثر من هذا ستبقى فيها العدالة والتنمية أقلية أمام أغلبية أخرى"، وأنه حتى "القطاعات الأساسية والاستراتيجية، التي هي القطب الذي يتماشى مع الاستراتيجيات العامة للدولة في المجال الاقتصادي والمالي وشيئا ما الاجتماعي الذي لا كلفة مباشرة له، لن تكون عند العدالة والتنمية"، على حد قوله". وشدد القيادي في جماعة الشيخ الراحل عبد السلام ياسين، بأن عزل بنكيران وتعيين العثماني أريد به "شخصنة" تعثر تشكيل الحكومة من أجل النيل من بنكيران الذي "أصبح ينافس الملك بكاريزميته وعفويته وتواصله اليومي مع المواطنين"، والهدف من هذه "الشخصنة" حسب إحرشان هو محاولة تقسيم العدالة والتنمية وشقها، وكذا ضرب مصداقيتها لدى الناخبين الذي عبروا عن ثقتهم في حزب المصباح.