تغادر اليوم، المعتقلة الحقوقية وفاء شرف، أسوار سجن العرائش بعد قضائها لعقوبة سجنية دامت سنتين، أثارت خلالهما الكثير من الاهتمام الوطني والدولي، كما أن قصة محاكمتها جرت على المغرب الكثير من الانتقادات الحقوقية الوطنية والدولية. بدأت قصة اعتقال وفاء شرف، الناشطة في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والمناضلة في صفوف النهج الديمقراطي وحركة 20 فبراير، مع قصة "بلاغ كاذب"، التي اتهمت بها، تحت صك "الوشاية الكاذبة"، حول تعرضها للتعذيب من قبل النيابة العامة في مدينة طنجة، كان ذلك خلال عام 2014، خلال جلسة محاكمة ماراتونية، دامت عدة ساعات، وانتهت بالحكم عليها بالسجن عاما مع النفاذ. وكانت استئنافية طنجة، قد قضت مساء الإثنين 20 أكتوبر 2014، بسنتين سجنا نافذا في حق شرف، حيث توبعت بتهمة "الوشاية الكاذبة" بعد أن صرحت قبل شهور بتعرضها ل"الاختطاف"، عقب مشاركتها في وقفة احتجاجية. الناشطة الحقوقية كانت قد صرحت أنها تعرضت للاختطاف والتعذيب من قبل مجهولين، في طنجة مباشرة بعد عودتها من وقفة احتجاجية إلى جانب بعض العمال، إلا أن القضية أخذت مسارا آخرا عندما واجهت تهمة اصطناع واقعة ليست حقيقية، وتمت ملاحقتها قضائيا برفقة ناشط آخر أفرج عنه خلال النطق بالحكم. منظمة العفو الدولية أطلقت حملة لمطالبة السلطات المغربية بإطلاق سراح وفاء شرف، والشبكة العربية لحقوق الإنسان التي اعتبرت في بيان سابق لها أن "قيام الجهات الأمنية بملاحقة الناشطين والحقوقيين بدلا من حمايتهم يعد تصاعدا في التضييق على الحركة الحقوقية في المغرب، وانتهاكا لحقهم كمواطنين وحقوقيين في التعبير عن رأيهم"، وطالبت بالإفراج الفوري عن الناشطة وفاء شرف ومعتقلي حرية التعبير والرأي، كما أن مؤسسة حقوقية رسمية عبر فرعها بطنجة، وهي اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، قالت عبر رئيستها في تصريحات صحفية، إن قضية شرف "حملت عددا من التناقضات"، رغم أنها نفت أن "يكون هناك اختطاف". وفي يوليوز 2015، أخبرت إدارة السجن المحلي بطنجة، وفاء شرف، أنه سيتم نقلها إلى السجن المحلي في مدينة العرائش، من دون توضيح أسباب ذاك التنقيل، إلا ما فهم منه حينها، وخصوصا من طرف الحقوقيين وأيضا أسرتها، بأنه "انتقام من وفاء بعد دخولها في إضراب عن الطعام احتجاجا على أوضاع السجن". وكانت المعتقلة وفاء شرف قد خاضت إضرابا عن الطعام لمدة 48 ساعة داخل سجنها للتنديد بظروف اعتقالها وحرمانها من حقوق مثل الدراسة.