أظهرت دراسة حديثة أن جلوس الأطفال أمام التلفاز 3 ساعات أو أكثر يوميا، وكذلك اللعب على أجهزة الكمبيوتر، يمكن أن يعرضهم لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2. ويرتبط احتمال الإصابة بالسكري لدى البالغين، بالوقت الذي يقضونه أمام الشاشات الإلكترونية، ويبدو أن الشيء نفسه ينطبق على الأطفال أيضا. وحلل الباحثون في بريطانيا بيانات ما يقرب من 4500 طفل، حيث وجدوا علامات بيولوجية لزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، عند أولئك الذين يقضون وقتا أطول أمام شاشات التلفاز. وتوصلت الدراسة إلى دلائل على أن أجساد الأطفال لم تكن جيدة في معالجة السكر، وهي حالة تُعرف باسم، مقاومة الإنسولين، السمة المميزة لمرض السكري. ويقول، مارك تريمبلي، الباحث في مجال البدانة عند الأطفال وخبير الحياة الصحية في مستشفى الأطفال بمعهد بحوث أونتاريو الشرقية: "إن الجلوس مطولا أمام الشاشات، يضر بالصحة العامة، والأطفال الأمريكيون يشاهدون برامج التلفاز بكثرة". وأظهر تقرير نُشر العام 2015، صادر عن منظمة Common Sense Media، أن الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاما، يقضون حوالي 9 ساعات يوميا أمام أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وأجهزة التلفاز، أما الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاما، فينفقون نحو 6 ساعات من وقتهم أمام الشاشات يوميا. ووجدت دراسات سابقة أن الجلوس أمام الشاشات مطولا يؤدي إلى زيادة مؤشر كتلة الجسم، وهو مقياس الدهون في الجسم بالاعتماد على الطول والوزن. وحلل الباحثون بيانات نحو 4500 من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات، من حوالي 200 مدرسة ابتدائية في لندن وبرمنغهام، حيث سُئل الأطفال عن عدد الساعات التي يقضونها في مشاهدة التلفاز أو لعب ألعاب الفيديو. ووجد الباحثون أن الأطفال الذين ينفقون أكثر من 3 ساعات من وقتهم أمام شاشات التلفاز يوميا، يعانون من وجود مستويات أعلى بنسبة 11% في مقاومة الإنسولين، مقارنة بأولئك الذين يقضون أقل من ساعة واحدة أمام التلفاز يوميا. وتتمثل مقاومة الإنسولين في عدم استجابة العضلات والدهون وخلايا الكبد، للأنسولين بشكل صحيح، وهو الهرمون الذي يتحكم بمستويات السكر في الدم.