من داكا إلى جدة، مرورا ببغداد، الإرهاب يضرب دولا انخرطت في حروب اقليمية أو في حروب ضد تنظيمات متطرفة، المتهم الأول دونما أي تفكير، داعش تنظيم بات بضرباته محيرا، قوة و سرعة و تغطية جغرافية من أسيا إلى أوربا و افريقيا، البعض كان شامتا في الرياض و هي تتأذى من حرقة الإرهاب، فحسب ما يقولون، الفكر الوهابي و النظام السعودي غذيا و مهدا لنشوء التنظيم و تمدده، بالمقابل أطراف عدة اتهمت إيران ضمنيا. غير أن الداعشية ليست حكرا على مذهب و انتهاك قدسية الحرم ليست بنتاج فكر جماعة معينة، فالرواية التاريخية تقول أن الخليفتين عمر و علي طعنا في مسجد،و المدينة استبيحت بعد معركة الحرة و الحجاج هاجم مكة و قتل ابن الزبير في الحرم،و القرامطة تعرضوا للحجاج العزل و هاجموا البيت الحرام، و كانت قبائل البادية في أواخر العهد العباسي حيث ضعف الدولة المركزية تعترض قوافل الحجاج و تسلبهم..... بالعودة للتفجيرات التي شهدتها السعودية، و ما رافق ذلك من حملة تنديد واسعة و تضامن مطلق مع السعودية على خلاف ما حديث نسبيا في دول أخرى كانت ضحية للإرهاب خلال هذا الأسبوع، هذا الاستهجان الشديد لم يكن لحرمة النفس بقدر ماهو لحرمة المكان، فمثل هذه العمليات بل و أبشع منها تقع دون أن تحرك في البعض ساكناكما أسلفت، فالكرادة بالعراق شهدت قبل أيام مقتل أكثر من مئتين بتفجير دون أن يتململ العالم كما يتحرك اليوم. من جهة أخرى، فشل العمليات الثلاث في تحقيق أضرار أكبر ناتج عن التواجد الأمني و قبضة و حضور وزارة الداخلية، فهذا يحسب لجناح ولي العهد على منافسه ولي ولي العهد، فالإثنان في صراع نفوذ، الأول يدير ملف الأمن و حرب الإرهاب منذ مدة و نجح نسبيا، و الثاني ظهر نجمه بحرب فاشلة في اليمن و مجازفات كبرى في حرب النفط و رؤية اقتصادية استراتيجية هي صورة لمشروعه الطموح في الحكم بعد أبيه. من باب الكلاحظة أيضا، تنفيذ العمليات الثلاث حدث في مناطق معارضة تاريخيا للنفوذ النجدي السعودي، جدة و المدينة في الحجاز و قطيف في الشرق. كما أن استهداف الحرم النبوي و في شهر مكرم، قد يلزم السلطات الأمنية مزيدا من الحذر و الحيطة و اتخاذ تدابير مشددة تحسبا لهجمات مماثلة قد تضرب المملكة خلال موسم الحج القادم لا قدر الله.