حاول الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي الاثنين نزع فتيل الأزمة بين هولنداوتركيا الغاضبة من قيام سلطات لاهاي بمنع اثنين من وزرائها من المشاركة في تجمعات لدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أراضيها. وأثارت مشاركة وزراء أتراك في التجمعات الهادفة لحشد التأييد لمشروع تعديل دستوري يوسع صلاحيات أردوغان سيعرض على استفتاء في 16 أبريل توترا مع عواصم أوروبية في الأسابيع الماضية، فيما لوح وزير تركي باحتمال "إعادة النظر" باتفاق الهجرة الموقع مع الاتحاد الأوروبي. ودعا الاتحاد الأوروبي الاثنين أنقرة إلى "تجنب التصريحات المبالغ بها والأفعال التي من شأنها زيادة التصعيد"، وذلك بعدما توعد اردوغان بان تدفع هولندا "ثمن" المعاملة التي تلقاها الوزيران والتي تذكر على حد قوله ب"ممارسات النازية والفاشية". وحضت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان مشترك مع مفوض التوسع في الاتحاد الأوروبي يوهانس هان تركيا على "تفادي أي تصعيد جديد وإيجاد سبل من أجل تهدئة الوضع". ورغم أن عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لا تزال عالقة، لكن أنقرة تبقى شريكا لا يمكن الاستغناء عنه خصوصا في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. وفي هذا الإطار، دعا وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر تشيليك الاثنين إلى "اعادة النظر" في اتفاق الهجرة الموقع قبل عام بين تركيا والاتحاد الأوروبي. وتابع أنه على تركيا إعادة النظر في سياستها لمنع مرور المهاجرين برا، مع انها ستظل تمنع عبورهم بشكل غير شرعي بحرا لعدم تعريض حياتهم للخطر. وكانت السلطات الهولندية منعت السبت طائرة تشاوش اوغلو من الهبوط للمشاركة في تجمع مؤيد لأردوغان، ولم تسمح لوزيرة الأسرة التركية فاطمة بتول سايان كايا بالمشاركة في تجمع انتخابي بمدينة روتردام. من جهته، حث الأمين العام للحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ تركيا والدول الأعضاء الاثنين على "ابداء الاحترام المتبادل والتزام الهدوء واعتماد مقاربة مدرسة من أجل نزع فتيل التوتر". وقال ستولتنبرغ "نعمل معهم (الأتراك) لمواجهة العنف والاضطرابات في سوريا وفي العراق (...) ولدعم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية لأن ذلك في مصلحتنا". وفي هذه الأجواء المتوترة، دعت هولندا الاثنين رعاياها في تركيا إلى "التزام الحذر في أنحاء تركيا وتجنب التجمعات والأماكن المزدحمة". استمالة القاعدة القومية قامت السلطات التركية صباح الاثنين باستدعاء القائم بالأعمال الهولندي للمرة الثالثة منذ بدء الأزمة، وسلمته رسالتي احتجاج على "المعاملة التي تلقاها الوزيران والرعايا الأتراك في هولندا"، بحسب مصادر رسمية. ويقول سونر جاغبتاي المحلل المتخصص في الشؤون التركية في معهد "واشنطن انستيتيوت" لوكالة فرانس برس "اردوغان يبحث عن أعداء وهميين في الخارج لاستمالة القاعدة القومية مع اقتراب موعد الاستفتاء. الأمر بهذه البساطة والهولنديين وقعوا في الفخ بدل أن يتجاهلوا التجمعات المؤيدة لأردوغان". من جهته، اعتبر ديدييه بيللون من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس "نشهد اليوم مثالا على النفاق. ندعي أن مفاوضات انضمام (تركيا إلى الاتحاد الأوروبي) لا تزال مستمرة بينما الأمر غير صحيح. ليس هناك أسوأ من الوضع الحالي الذي يفسح المجال امام شعبوية أردوغان". وتأتي الأزمة قبل انتخابات تشريعية مقررة الاربعاء في هولندا من المتوقع أن يحل فيها حزب غيرت فيلدرز المعادي للإسلام في المرتبة الثانية بحسب استطلاعات الرأي الاخيرة. إلا أن روتي قال الاثنين ان تركيا لم تحاول التأثير على الاقتراع. وفي أوروبا، طلبت الدنمارك كذلك من رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم تأجيل زيارة كانت مرتقبة في وقت لاحق من الشهر الحالي. وفي ألمانيا، أعرب وزير الداخلية توماس دي ميزيير عن معارضته لقدوم وزراء أتراك بعد إلغاء عدة تجمعات تأييد لأردوغان في مدن ألمانية. وفي تعليق على تصريحات أردوغان، اعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان "المقارنة (مع النازية) مضللة تماما وتقلل من شأن المعاناة".