لا يخفى على كل إنسان مسلم او غير المسلم ان الإنصاف في قضية معينة وإبداء الرأي فيها لا يأتي من زاوية محددة ومعينة وتبنى الآمال والأطروحات بصحتها على انها فسرت بهذه الطريقة الغير منصفة ويمكن القول عنها انها هوجاء ورعناء خصوصاً فيما يتعلق بدم الناس وحرماتهم ،وعلى هذا فقط فسر التيمية التكفيريون بصحة معتقدهم الفاسد الفاشل بأن معاويه وولده يزيد يمثلون الامتداد الطبيعي لخط النبي (صل الله عليه واله) وخط الصحابة الكرام معتقدين بذلك كونهم قاموا بالسلطة والامرة وفتح بلاد المسلمين متناسين ما صنعه هذين الشخصين بحق صحابة النبي وال بيته الكرام من قتل وترويع وتهجير وهذا خلاف ماجاء به النبي من دين السماح والاؤلفة والتعايش السلمي بين الأديان ،وهنا أشار سماحة المرجع الصرخي الى بعض النقاط في ما يخص خوارج العصر ،ذاكراً ذلك خلال محاضرته ال 23 من بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) والتي القاها مساء السبت - 5 جمادي الاخرة 1438 ه الموافق 4- 3 - 2017 م . وهنا أود الإشارة الى ما نذكره دائمًا من بطلان ما يزعمه ابن تيميّة وأئمته ويؤسّسون له وعليه من قياس الأمور على المعارك والغزوات والانتصارات والفتوحات، فلا ملازمة بين ذلك وبين الحق والكون على الحق والصدق على الحق والثبات على الحق. فسيرةُ الأنبياء وواقعُ حالهم يشهدُ لهم بالإمامة، بالرغم من تمكّن الأعداء منهم والاستخفاف بهم وسبّهم ولعنهم والافتراء عليهم واتّهامهم بشتّى التُهَمِ واستضعافهم وتطريدهم وتشريدهم وتقتيلهم. وسيّدنا إبراهيم الرسول النبيّ الإمام الأمّة لم يملك ولم يتسلّط ولم تنعقد له خلافة، وهو الإمام أبو الأئمّة والرُسُل والأنبياء (صلوات الله وسلامه عليهم وعلى خاتمهم وعلى أهل بيته) . وها هو صلاح الدين القائد الإسلامي البطل الشجاع الفاتح خرج بنفسه ومن ذاته للغزْوِ وتحرير بلاد الإسلام والمسلمين ومقدّساتهم وتطهيرها من الفرِنج، لكنّه سرعان ما تراجع عن عزمه بعد خروج نور الدين بجيشه ليؤازره في الغزْوِ وفتْح البلدان؛ لاحتماله أنّ سلطانه وملكه سيكون مهددًا بالانتصار على الفرِنج، والتهديد المحتمل يأتي من نور الدين، قائدِه الأصلي، والمنعم عليه وعلى أهلِهِ، ومولاه ومولاهم، وولي أمرِه واَمرِهم. ولا يخفى على كلّ العقلاء الطبيعة البشريّة في عدم الاكتفاء لا بسلطة ولا مال ولا بجبل من ذهب ولا بجبلين، بل سيبتغي ثالثًا ورابعًا وكلّ الجبال، فدافِعُ الغزو وتوسعة الملك والسلطة طبيعة بشريّة ثابتة قطعًا ويدل عليها واقع الحال عند الحكام في مشارق الأرض ومغاربها وفي جميع الأديان والملل والنحل وحتّى عند المجتمعات القروية والبدائية وفي كلّ الأزمان، مع الأخذ بنظر الاعتبار أنّه لا يوجد عصمة عندهم . ولهذا كان الخليفة الثاني عمر شديدًا جدًا في متابعة ومحاسبة الولاة ولا يتأخر في محاسبة ومعاقبة المقصر منهم الى المستوى الذي خاف منه حتى معاوية فصار أطوع له من خادمه يرفأ، فأين هؤلاء القادة والملوك والسلاطين من الخليفة عمر وحكومته؟ وهنا يأتي سؤال هل يحق للتيمية الدواعش التكفيريون ان يستمروا بمنهجهم الضلامي الإجرامي بعد ان زالت كل الأقنعة وبانت حقيقتهم الواهية ، ام ان منهجهم سيستمر على الرغم من كل هذه الحقائق وأنهم صريحون بكل معنى الصراحة انهم يمثلون أجندات الكفر المتمثل بأميركا واسرائيل ومن ساندهم على التمدد والتوسع في بلاد المسلمين وأن كان ذلك في مخيلتهم فقط .