أطلق سينيمائيون وباحثون نداءً من أجل إعادة استقطاب الجمهور المغربي إلى قاعات السينما، معتبرين أن العزوف عن القاعات السينمائية بالمغرب وصل لدرجة "الخطر". وأجمع مختصون في المجال، في مائدة مستديرة تحت عنوان "نحو إعادة استقطاب الجمهور.. رهان وطني"، نُظمت صباح اليوم السبت ضمن الفعالية الأولى من المهرجان الوطني للفيلم المقام بطنجة من 3 إلى 11 مارس الجاري، (أجمعوا) على ضرورة "إنقاذ" القاعات السينمائية من حالة الركود التي تعيشه، وإعادة إحيائها من جديد بمعالجة أسباب عزوف الجمهور عنها. الناقد السينمائي بلخمار، أوضح في مداخلته أن القاعات السينمائية تختفي في وقت يتزايد فيه الإنتاج السينمائي ويتم إحداث مدارس للتكوين السنيمائي، مشددا على أن المشكلة ليست في القاعات بل في محيطها. وأضاف المتحدث، أن هناك أسباب كثيرة للعزوف عن القاعات السينمائية، على رأسها الثورة في وسائل الاتصال الحديثة التي توفر حلولا سريعة وغير مكلفة للجمهور، خاصة في ظل وجود ثقافة عدائية تجاه السينما في المجتمع، حسب قوله. بلخمار انتقد ما وصفه بعدم نجاعة الحملات الجزرية للدولة مع القرصنة الإلكترونية، مشيرا إلى أن قرصنة الأفلام وبيعها بثمن رخيص في الأقراص المدمجة، خلق معظلة حقيقية للقاعات السينمائية، إضافة إلى الضريبة المفروضة على القاعات (20 في المائة) والتي تقضي على كل محاولة لإعادة إحيائها، وفق تعبيره. رجل الإشهار نور الدين عيوش، اعتبر بدوره أن القرصنة هي من ضعفت السينما، متهما الدولة بأنه لا تشجع هذا القطاع، بل تفرض عليه قيودا غير منطقية، تتجسد أساسا في ضريبة "20 في المائة". وهاجم عيوش في المائدة المستديرة، المقررات التعليمية، معتبرا أنها لا تغرس في الأطفال القيم الثقافية والفنية التي تحببهم من السينما، داعيا إلى إدخال المواد السينمائية في المقررات من أجل إعادة استقطاب المجتمع للفن السابع. ممثل أرباب القاعات السينمائية، انتقد بشدة ما اعتبره غياب الدعم للقاعات، مشيرا إلى أن الظروف الاقتصادية المحيطة بالقطاع لا تشجع بتاتا على تنميته، داعيا إلى ضرورة مراقبة هذا المجال واعتماد دفاتر تحملات بين الدولة وأصحاب القاعات من أجل العمل على استقطاب الجمهور. غير أن مدير المركز السينمائي المغربي، صارم الفاسي الفهري، الذي كان يتابع النقاش وسط الحضور، قاطع كلمة ممثل القاعات السينمائية، قائلا إن الانتقادات التي يوجهها أصحاب القاعات ومنتجوا الأفلام حول غياب الدعم، ليست في محلها. الباحث الطاروس، اعتبر أن نمط الإنتاج السينمائي المعتمد في المغرب، لا يعتبر الجمهور ضمن أولوياته، قائلا في هذا الصدد: "لطالما أن الدولة تدعم وترعى الإنتاج السينمائي، فإن المنتج لن يبدع ولن يشعر أنه في حاجة إلى الجمهور". وأضاف في كلمته في النشاط ذاته، أن هذا النمط في الإنتاج هو السبب في العزوف عن القاعات السينمائية، داعيا الدولة إلى الابتعاد عن ما أسماه ب"الحماية الاجتماعية" للقطاع، وتقديم إنتاجات حقيقية تستجيب لرغبات الجمهور.