ينتظر المسلمون من مختلف أنحاء العالم العشر الأواخر من شهر رمضان، لإحياء طقوس دينية والتقرب أكثر إلى الله عز وجل بالعبادات وبالموازاة مع هذه الطقوس الدينية، ينتظر ملائكة الرحمان في المغرب بدورهم هذه الأيام المباركة، التي ارتبطت في عرف المغاربة بليلة 26 و27، لارتداء ملابس تقليدية والتزين بالحلي والإكسسوارات احتفالا بصيامهم أياما من الشهر الفضيل. وفي هذا السياق، شهدت العاصمة الرباط، في أواخر هذا الشهر كمعظم مدن المغرب، توافدا كبيرا من قبل الساكنة، أناس حجوا إلى الأسواق والمحلات التجارية، لشراء ملابس لأطفالهم، ك"التكشيطة"، "الذراعية"، "جابادور"، "بلغة"، و"قفطان"، وغيرها من الأزياء التقليدية المخصصة لهذه المناسبة. وتوارث المغاربة هذه العادة، حيث يعمدون إلى طرق عديدة لتحفيز أطفالهم على الصيام، وإشعار الطفل الصغير بالمسؤولية، وإعداده لاستقبال هذه الفريضة التي ستلازمه طوال حياته، تلك الطرق التي ما تزال إلى يومنا هذا قائمة بشكل قوي في جل البيوت المغربية. وخلال جولة جريدة "العمق المغربي" الاستطلاعية أمس السبت، لاحظنا تجمعات كثيفة لأمهات رفقة أطفالهم في أماكن خصصتها "النكافات"، وبعض المصورين الفوتوغرافيين لتزين الأطفال وتخليد تلك اللحظة بالصور ومقاطع فيديو. أطفال من مختلف الأعمار، يرتدون ملابس تقليدية ينتظرون أدوارهم لنقش الحناء، وأخذ صور تذكارية فوق "العمارية" متشبهين بالعروس في ليلة زفافها. هي الليلة ذاتها التي تشهد إقبالا منقطع النظير على المساجد من أجل تلمس مضاعفة المغفرة والثواب، هكذا يحج ملايين المغاربة للمساجد لأحياء ليلة القدر المباركة، بالصلاة والقيام والذكر والطعام حتى مطلع الفجر. وقد كان مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء من بين أبرز المساجد التي حج إليها عشرات الآلاف من المصلين خلف الإمام عمر القزابري، كما أنه المسجد ذاته الذي احتضن حفلا دينيا تحت إشراف الملك محمد السادس، كما عرف المسجد ذاته إقامة الدرس الحسني الخامس خلال هذا الشهر.