استطاع مسلسل "تموايت" الذي تعرضه قناة "الأمازيغية" أن يحقق أعلى نسبة متابعة ضمن البرامج والأعمال الدرامية والفنية التي تعرضها القناة خلال الشهر الفضيل، وذلك بفضل نوعية الموضوع الذي يعالجه المسلسل والمتعلق ب "الشيخات"، حيث ظل الموضوع "إلى سنوات طويلة بعيدا عن التناول الدرامي والإبداعي في التلفزيون المغربي على الرغم من القيمة الفنية والإنسانية التي يمثلها الموضوع في النسيج الاجتماعي المغربي"، وفق ما ذكره مصدر مطلع لجريدة "العمق المغربي". المصدر ذاته، أفاد أنه إلى حدود الحلقات العشر الأوائل تمكن المسلسل من تحقيق نسبة مشاهدة مهمة واهتمام خاص من طرف الجمهور بفعل تقديمه صورة تقريبية لواقع شريحة الشيخات المغربيات من خلال رصد يومياتهن في مواجهة لقمة العيش، مشيرا أن قوة العمل الدرامي المذكور تمكن في السيناريو المكتوب احترافية والأداء المميز للمثلين، بالإضافة إلى الرؤية الإخراجية المتميزة لحميد زيان والتي أعطت لمسة إبداعية لهذا العمل الفني الذي يعد تجربة جديدة ومختلفة جدا عن كل ما أنتجته القناة إلى اليوم. مسلسل "تموايت"، استطاع إيصال رسالته إلى الجمهور بشكل سلسل ومتقن، وخاصة بفضل الأداء الجيد للممثلة المثيرة للجدل لطيفة أحرار التي جسدت دور نعيمة ابنة الشيخة، الفتاة المثابرة التي كسرت تلك الفكرة النمطية عن الشيخة وعن واقعها لتقدم صورة حضارية لهذه الشريحة الاجتماعية باعتبارها مثقفة وذكية وغيورة على أصولها ومتشبثة بضرورة إعادة الاعتبار للفنانة الشيخة من خلال تخصيص بحث جامعي لها يرصد بالبرهان والتحليل واقع فئة كان ما كان لها من دور في مختلف مناحي الحياة في المجتمع المغربي. وفي السياق ذاته، أوضحت فاطنة بن كيران منتجة العمل الدرامي "تموايت"، أن ماشجعها على اختيار موضوع الشيخات كمحور لإنتاجها الرمضاني لهذا العام هو رغبتها في تثمين الفن والثقافة الأمازيغية من خلال البطلة "نعيمة"، تثمين يروم أساسا إعادة الاعتبار إلى مهنة الأغنية الشعبية كفن تراثي قادم من عمق تاريخ الحضارة والتراث المغربي. وأكدت بن كيران في تصريح للجريدة، أن اعتمادها على كاستينغ محترف بحضور أسماء وازنة في المشهد الفني المغربي، يهدف بالأساس إلى الارتقاء بالعمل والوصول بكل سلاسة إلى جمهور المتتبعين، مضيفة أن "تموايت" هو مسلسل من صميم الواقع مع اختلاف في الشخوص وإقحام لأحداث جانبية، وهو أيضا نقطة ارتكاز لسبر أغوار ماتختزنه منطقة الأطلس من قصص وأحداث مؤثرة سواء في الجانب التراثي أو مايرتبط بالمقاومة. وفي سؤال حول ما إذا كانت تفكر في تطوير العمل الدرامي المذكور وتصوير جزء ثان خاص به، أفادت بنكيران أنها بصدد وضع اللمسات على صيغة لتطور الأحداث صحبة خلية تفكير تشرف عليها المؤلفة والسيناريست بشرى ملاك، معبرة عن رغبتها في إمكانية الاستثمار في إنتاج أعمال درامية من وحي ذاكرة منطقة الأطلس.