لطالما حظيت الأبقار بمكانة دينية في المجتمع الهندي، فالتوقير والقداسة جاء من الجماعات الهندوسية التي تشكل أغلبية الشعب في الهند. لكن إذا تمكنت مجموعة منهم تنفيذ ما تصبو إليه سيكون هناك قريباً وزارة حكومية مكرسة لمصالح البقر أيضاً. وقدمت وحدة حماية الأبقار في المجموعة الهندوسية اليمينية فيشفا هندو باريشاد (المجلس الهندوسي العالمي) طلباً لرئيس الوزراء ناريندرا مودي لتشكيل وزارة مخصصة للحماية والمحافظة على الأبقار. وبحسب مسؤول في مجلس تطوير وحماية المواشي الهندية فإن، "جو ماتا (البقرة الأم) هي رمز الحياة، روح ثقافتنا. وهي الآن لا تعطى الأهمية الكافية". وأضاف: "الفكرة كلها تكمن في حماية الأبقار من القتل"، مشيراً أن تربية الأبقار من شأنه زيادة إنتاج الحليب في الدولة. ومن الجدير بالذكر أن ذبح الأبقار كان قضية مثيرة للتوتر في الهند، لكن ضغطاً جديداً لحماية الحيوانات جاء بعد إقدام عصابة هندية بقتل رجل مسلم في بلدة دادري، التي تبعد 31 ميلاً عن نيودلهي في أيلول الماضي بعد انتشار شائعات على أنه قام بذبح بقرة، وأسفر عن هذه الجريمة موجة من العنف وأشعلت جدالاً واسعاً حول التسامح الديني في البلاد. إلى ذلك، لا يوجد قانون مركزي حول ذبح الماشية في الهند، إلا أن عدة ولايات بتنفيذ أحكامها الخاصة منذ تولي مودي زمام السلطة. بينما قامت عدد من الولايات بتضييق الخناق على استهلاك اللحم البقري. فيما عبرت الأقليات التي تتضمن حوالي 170 مليون مسلم عن قلقها إزاء هذه الحملة. في حين قال المسؤول ذاته من مجلس تطوير وحماية المواشي الهندية بأن أعضاء من المنظمة التي يعمل بها يخططون للقاء وزراء وأعضاء من حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم والطلب منهم بتبني القضية بإنشاء وزارة منفصلة للأبقار في الجلسة الدورية القادمة للبرلمان، والتي ستنعقد في يوليو. مؤكداً "هدفنا هو استرجاع تكاثر الأبقار الهندوسية مرة أخرى إلى اقتصاد البلد". وبرغم الحظر الواسع فإن الهند تعتبر أكبر بلد مستورد للحوم الأبقار وفقاً لوزارة الزراعة الأمريكية، حيث أن الهند استوردت 2.4 مليون طن من اللحم البقري السنة الماضية، مقارنة ب2 مليون طن للبرازيل. وتستهلك الهند وحدها 24% من واردات اللحم البقري عالمياً. وفي ذات السياق، فإن الهند في المرتبة الأولى من حيث إنتاج الحليب منذ العام 1998، وفقاً لإدارة تربية الحيوانات ومنتجات الألبان والثروة السمكية الهندية. وخلال هذه الفترة ارتفع إنتاج الحليب في الهند من 17 مليون طن لعام 1950 إلى 146.3 مليون طن للعام المنصرم حسب أرقام الإدارة.