يتواجد حاليا بإسبانيا 72 من الأئمة والمرشدات لإمامة الصلاة وإحياء الندوات وإلقاء دروس الوعظ والإرشاد بمختلف المساجد وأماكن العبادة الإسلامية في هذا البلد الإيبيري بمناسبة شهر رمضان الفضيل. وحل هؤلاء الأئمة والمرشدات بإسبانيا في إطار مبادرة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين في الخارج، وذلك بتنسيق مع فيدرالية اتحاد المساجد بإسبانيا. وسيؤم هؤلاء الأئمة الصلاة وسيلقون محاضرات في عدد من جهات إسبانيا، وذلك بهدف تلقين تعاليم الإسلام السمح، وترسيخ مفهوم الاعتدال والوسطية التي يتميز بها النموذج المغربي. وقال رئيس فدرالية اتحاد المساجد بإسبانيا، عبد العزيز المودن، إن هذه المبادرة تروم تلقين أفراد الجالية المغربية بإسبانيا قيم ومبادئ وتعاليم الإسلام النبيلة التي تنبذ العنف، وهو ما فتئ المغرب يدعو إليه. وتابع، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وضعت رهن إشارة الفدرالية 52 إماما ومرشدة، 32 منهم سيقومون بمهمتهم بأماكن العبادة في مدريد وجهتها، فيما سيتوجه الباقون إلى كاتالونيا. وأشار السيد المودن إلى أنه تم توزيع أعضاء هذا الوفد المغربي من أئمة ومرشدات على مختلف أماكن العبادة وفقا لبرنامج أعدته فيدرالية اتحاد المساجد بإسبانيا لهذا الغرض. وذكر، في سياق متصل، بأن فدرالية اتحاد المساجد بإسبانيا كانت قد تقدمت بطلب إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتمكينها من علماء وفقهاء ومحاضرين يساهمون في نشر قيم الإسلام السمح الوسطي المعتدل. وأضاف أن هذه المبادرة جاءت، أيضا، لتلبية احتياجات المغاربة المقيمين بإسبانيا في المجال الديني، مؤكدا أن الجالية المغربية بهذا البلد متشبثة بالمذهب المالكي الذي يقدم إجابات على جميع الأسئلة المرتبطة بالدين وكيفية ممارسته بطريقة متوازنة وهادئة. وخلص المودن إلى أن وجود هؤلاء الأئمة المغاربة بهذا البلد الإيبيري خلال شهر رمضان يسهم، أيضا، في تقوية تشبث مغاربة إسبانيا بالعقيدة الأشعرية، والسير على المذهب المالكي الذي يمنحهم معنى الاستقامة والصلاح والسمو الروحي.