"أنت ما غاديش نهضر معاك، انت مع موقع معادي وماشي موضوعي"، "واخا تبقاي تنقزي تما حتى تعياي ما غانجاوبكش".. "صافي ساليتو.. ما غاديش نجاوبكم.. هاهاهاهاها".. هذه الجمل هي التي تفتقت عليها قريحة رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران في وجه الزميل عبد الإله الشبل (موقع كشك) والزميلة بشرى الضو (راديو بلس)، الخميس الماضي بالصخيرات أثناء تغطيتهما لفعاليات "الملتقى الدولي حول النموذج التربوي المغربي للدخول ضمن الدول الصاعدة". السيد بنكيران، إذ كنتم تقولون وتؤمنون بأن المغرب بلد الحريات وحقوق الإنسان فأين تُموقع ما قلته للصحافيين أمس من هذا "الإيمان" و"القناعة"؟؟ ألست بتصرفك ذاك تشير إلى عكس ما تؤمن به؟؟ ألا تتفق معي أن ذاك التصرف لا يليق من شخصية عامة كان من الأحرى أن تكون مثلا وقدوة للآخرين في التصرف والتعامل الراقي بدل "الجفاء وسوء المعاملة". أولست، سيدي رئيس الحكومة، أحد أبناء الحركة الإسلامية بالمغرب قبل أن تكون رئيس حكومة.. أولم تسمع عن "الحِلم، والتواضع، والقول الحسن، والابتسامة" من مكارم الأخلاق التي حضنا الإسلام عليها، وأنت من أنت . سيدي رئيس الحكومة، اسمح لي أن أقول إنك أسأت التصرف وأظهرت وجها كنت تحاربه من قبل، "وجه التساميح والعفاريت"، وجه "دكتاتور" و"قامع" لحق الوصول للمعلومة التي يكفلها القانون والمنصوص عليها في الدستور.. سيدي رئيس الحكومة، ما الضير لو أنك أجبت الزملاء عن تساؤلاتهم بدون اتهامات مسبقة من أن هذا المنبر أو ذاك "معاد أو غير موضوعي"؟ ما الذي ستخسره إن قلت على الأقل "لا تعليق" مع الابتسامة التي عهدناها فيك؟؟ لن تخسر شيئا، وستظهر أمام الآخرين أنك تتحفظ عن الإجابة بدون أن تحرج أحدا. ما هكذا يُعامل الجسم الصحافي ببلد ما فتئ يقول إنه يضمن كرامة المواطنين، فما بالك بكرامة من يدافعون عن هذه الكرامة في منابرهم.. يا معالي رئيس الحكومة الموقر. ما هكذا يتصرف شخص بمثل مقامك ومنصبك، فعذرا سيدي رئيس الحكومة أنت هنا "كفرت" بكل ما كنت تقوله سابقا حول أن المغرب يحترم حرية التعبير وحقوق الإنسان، وأبنت أنك لا تحترم هذه الحريات بل بالعكس تزيد في "القمع" الذي كنت تنبذه أيام كنت في المعارضة في "السر والعلن"، وانضممت إلى قائمة من لا يحترمون كرامة الإنسان والمواطن المغربي البسيط الذي همه البحث عن لقمة عيشه في ظروف كريمة وغير حاطة بالكرامة.. سيدي رئيس الحكومة.. الصحافة كرامة قبل أن تكون وسيلة أو مورد رزق ساقه الله لبعض عباده.. فلا تغتر بنفسك، فكلما طار طائر وارتفع.. إلا كما طار وقع.. وكفى.