تعتبر الجالية المسلمة من أهم الجاليات التي تشكل إهتماماً بليغاً لدى حكومات الدول الغربية، وهذا الاهتمام نابع من أمرين مهمين: - أولها نظرا لكون تهمة الإرهاب لصيقة بالمسلم لذلك فجل الدول الغربية تراقب تحركات المسلمين عن كتب، قصد معرفة التفاصيل الدقيقة عن الجالية المسلمة من أجل أخذ الحيطة والحذر، والمسلمون برآء من هذه التهمة الملفقة لهم. - أما الثاني فغالبية الدول الغربية تشهد صحوة إسلامية وانتشاراً واسعاً للإسلام، حيث تشهد ارتفاعا متزايد في عدد المعتنقين للدين الإسلامي، في مقابل ذلك يسجل تراجع في الإقبال على الكنيسة، وهذا يشكل نقطة سوداء بالنسبة إليهم، مما يؤدي إلى التضيق على المسلمين، وخلق تهم مجّانية لتشويه صورتهم أمام العالم. فأمام هاتين النقطتين يتعين على المهاجرين لديار الغرب أن يفهموا حقيقة المرحلة التي يعيشونها، فإن المهمة صعبة جداً أمام هذه التحديات التي تواجههم بديار الغرب، لأن تعامل الغرب مع الإسلام يحكمه الإرث التاريخي والفكري المبني على النظرة الاستعمارية الاستعلائية، فنظرة الغرب للمسلمين لا تقوم على الندّية والمنافسة الشريفة، والحوار الجاد من أجل تحقيق الأمن الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي، بل تقوم على فكرة نهاية الحضارات، وأن حضارته هي آخر ما توصل إليه العقل البشري، وهذا ضرب من الغرور وحب التسلط وعدم الاعتراف بالآخر، ويعتبر فوكوياما أحد المنظرين لهذا الفكر العنصري، حين قال بنهاية التاريخ، وأن العالم أجمع على الديمقراطية الليبرالية كنظام للحكم، ويرى صاحب نظرية صدام الحضارات أن الحضارة الغربية سوف تهزم الحضارات الأخرى، ولهذا نجد الغرب يعدّ عدته من أجل هزم المسلمين بما أوتي من وسائل المكر والخديعة، مادياً ومعنوياً، لهذا يرى المفكرين العقلاء مثل روجيه جارودي أن هيمنة الغرب أكبر خطر في التاريخ، لأن من نتائج هذه الهيمنة نشوب الحروب، وعدم الاستقرار في العالم، وغياب الأمن داخل الشعوب، ويقول في هذا الصدد: (منذ نهاية القرن السادس عشر إلى نهاية القرن العشرين تحكمت في حضارتنا الغربية فرضيات ثلاث: أسبقية الفعل والعمل، وأسبقية العقل، وأسبقية اللامتناهي الرديء واللامتناهي الكمي.) فعندما نتأمل حال الأمة نكون أمام أسئلة عديدة، يكون فيها الفكر قلقاً على ما آل إليه وضع الأمة، فقد تعمقت جراحها، واستنزفت دماؤها واستبيح عرضها، فما دام الغرب يمارس سياسة الاقصاء، واحتكار كل ما هو إيجابي لنفسه فلا يمكن أن نتكلم عن التعايش والحوار الجاد، لأن في طرفي الحوار لابد من وجود ثقافة الاعتراف بالاخر، حتى يتم التواصل بشكل جيد. وحتى أرتبط بالموضوع الذي أود أن أتكلم فيه، والذي طالما شغل فكري، تراودني بشأنه أسئلة عديدة منها: إذا كان عدد المسلمين بالغرب وعدد المساجد في تزايد فما هو حجم تأثير المسلمين في الآخر؟ وما هو العامل الذي يتحكم في الجالية المسلمة هل العامل الديني أم العامل الثقافي؟ هل استطاعت المراكز الإسلامية أو المساجد أن تؤدي الدور الريادي والحضاري بشكل يبعث على التفاؤل؟ وهل استطاع المؤطرون داخل هذه المراكز أن يتجاوزوا التسير القبائلي والانتماءات الحزبية والقطرية؟ ماذا يمثل المسلم المهاجر بالغرب، هل يمثل الوطن أم الإسلام؟ وأود أن أتكلم بالتحديد في هذه المساهمة المتواضعة عن الجالية المسلمة بالولايات المتحدةالأمريكية، وذلك بحكم التجربة التي عشتها هناك. 1- إشكالية الثقافي والديني عند الجالية المسلمة: تعتبر هذه الاشكالية من بين الأمور المهمة التي يجب مناقشتها في هذا الموضوع، ويجدر أن أحدد مفهوم الثقافة، حتى نتمكن من التفريق بين الثقافي والديني. - أ الثقافة عند الأنتروبولوجين: فيقصد بها: (ذلك الكل المركب المعقد الذي يشمل المعلومات والمعتقدات والفن والأخلاق والدين أو المعتقد جزء من إفرازات عديدة للثقافة في المجتمع، وهو عنصر ثقافي اجتماعي يتشكل وفق حركيّة المجتمع، وليست الثقافة في الأخير إلا نتاج احتكاك وتفاعل الإنسان مع الطبيعة لتلبية حاجياته البيولوجية وكذلك الذهنية والعاطفية.) ب- الثقافة بالمعنى الإسلامي: بنيت الثقافة الإسلامية انطلاقا من تفاعل المرجعية الدينية (النص الإسلامي) مع الكون بواسطة الانسان، فتأسست من خلال هذا التفاعل الثقافة التي كان المسلم هو المحور والجوهر فيها، باعتباره خليفة الله في الأرض، فالكون مسخر للإنسان، وهذا الأخير مستخلف في الأرض يحمل الرسالة الإسلامية لكي يبلغها للعالم أجمع، بحسب التوجيهات والضوابط الربانية يقول الله عزوجل: (الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون وسخر لكم ما في السموات والأرض جميعا منه، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) الجاثية 12و13 ج- إستنتاج: يتضح لي أن مفهوم الثقافة من بين المصطلحات التي اهتم بها المفكرون، حيث قام بعضهم بمراجعات نقدية عنيفة في تفسير هذا المفهوم، فكثر الكلام عن الثقافة كما هو الشأن عن الحداثة، ويتفق مفهوم الثقافة والحداثة في تقوية الأجندة الغربية، حتى صرنا نسمع في أوساطنا أن الثقافة الغربية عنوان للتقدم والازدهار، والثقافة الإسلامية عنوان للتخلف والرجعية وأنها ضد الحداثة، ويستعمل مفهوم الثقافة أيضا للمقابلة بين بعض الثنائيات، من قبيل: العقلاني # لاعقلاني، المتحضر # المتخلف، المنفتح # المتزمت (وهذا في نظر بعضهم عنوان للمتدين)، وهذه النظرة الإقصائية والاحتكارية لمفهوم الثقافة توجد لدى الغرب الذي يزعم أنه بلد الديمقراطية والحريّة، فإن بعضهم ينظر للعالم العربي والإسلامي على أنه عالم متخلف لازال يعيش القرون البدائية، كنت أناقش مع أحد الأمريكيين ففاجأني بسؤاله: هل مازلتم تعيشون في المغارات والكهوف؟ فحضور مثل هذه الأسئلة في ذهن الغربين يعكس الفكر الإقصائي، وأن الغرب مريض بالنرجسية وأن التقدم وصل إليهم وانتهى الأمر. د- ملاحظات حول الحضور الثقافي والديني للجالية المسلمة بأمريكا: تمثل الجالية المسلمة ببلاد العم سام نسبة مهمة، وتذكر بعض الإحصائيات أن عدد المسلمين طبقا لسنة (2010 ) ازداد حوالي 2,600,000، ولكن من المؤكد أن هذا الرقم ارتفع بعد مرور خمسة سنوات إلى حوالي 3,3 مليون نسمة، ليمثل حوالي 1% من تعداد سكان أمريكا، وتشير الإحصائيات إلى أن سبب هذا الارتفاع يعود إلى الهجرة من مختلف الدول العربية والإسلامية، وإلى ظاهرة الإعتناق الديني. ورغم هذا العدد المرتفع يتضح أن الوعي الجمعي الذي أشرت له غير ما مرة يضل غائبا عن فكر أفراد الجالية المسلمة، حيث تحضر العصبية القبلية، والولاء للقطر بدل الإنتماء للمشروع الإسلامي، فالإشكال الذي يعوق الجالية المسلمة هو أمر الوحدة، فاختلافهم في الوسائل أثّر على وحدتهم الدعوية. إن تواجد المسلمين في الغرب يجب أن يشكل الحضور الفعلي المؤثر في الزمان والمكان، لهذا فمن الواجب على كل الحكومات العربية والإسلامية أن تتوحد في الرؤية الفكرية والثقافية من أجل خدمة المشروع الرسالي، لأن الغاية الكبرى هي وحدة المعبود والإمتثال له، وما نتأسف له أن أغلب المسلمين المتواجدين بأمريكا تحكمهم النزعة العصبية للوطن في كل شيء، وهذا يعطي صورة سلبية عن المسلمين، ويزيد في التأكيد عن الانطباع الذي يحتفظ به الغرب اتجاه الإسلام، فمن ضمن الأنشطة التي تقوم بها بعض الجاليات المسلمة تنظيم بعض المهرجانات الشعبية، وهذا يعكس صورة سلبية عن الإسلام حتى أن بعض الجماعات (بمعنى الانتماء للدول) يعتبرون أنفسهم هم الممثل الشرعي للإسلام، وهنا أتذكر بعض (القاديانين) يتكلمون في أحد تجمعاتهم بمدينة بروكلين عن الإسلام، حيث يقول أحد زعمائهم نحن هم المسلمون الذين يمثلون الإسلام الحقيقي، لكن عندما تبحث عن عقائدهم تجد الكوارث الفكرية والضلالات العقدية، وقس على ذلك أغلب التجمعات والمهرجانات التي تعقد بإسم الإنتماء إلى الأمة المسلمة، فما يمكن أن يسجل من الملاحظات حول الأنشطة الثقافية للجالية المسلمة بأمريكا مايلي: 1- غياب أرضية فكرية موحدة تجمع الشتات الفكري الذي يعاني منه المهاجرون، فكل فرد يحاول أن يمثل دولته فقط، هذا إن كانت له الروح الوطنية للقطر الذي ينتمي إليه، وأما إذا كان من الذين لايبالون فإنه يعد من المنسلخين الذين فقدوا البوصلة والهوية وضاقت به السبل. 2- انعدام رؤية واضحة تجعل من المهاجرين يجتمعون على المقصد الدعوي، وتمثيل الإسلام في أحسن صورة. 3- إذا قمنا بإحصائيات للفئة المهاجرة إلى أمريكا نجد أن أغلبهم من المثقفين وحاملي الشواهد، لكن تمثيليتهم من الناحية الواقعية غائبة، لم يستطيعوا تجاوز الحدود الجغرافية والفكرية التي رسمها الإستعمار، فالمصري يبقى حبيس المصريين، والمغربي يبقى رهين المغاربة وهكذا... 4- أجزم بعدم تواجد التواصل والتنسيق فيما بين القنصليات، فكل منهم يسد بابه يعيش عالمه الخاص، في حين اللوبي الصهيوني يجتمع ويتوحد، وأغلب المشاريع الإقتصادية والفكرية تجده هو المؤسس لها، والجالية المسلمة لم يستطيعوا أن يتفقوا في إدارة مسجد واحد. 2- المساجد أو المراكز الإسلامية: رسالة الإسلام أم رسالة الأوطان؟؟ أكدت التقارير الأمريكية أن عدد المساجد في العشر السنوات الأخيرة يزداد بنسبة بنسبة 74٪ في البلاد، وذكر التقرير أن عدد المساجد بولاية نيويورك 192مسجد، و120 بولاية كاليفورنيا، و116بولاية تكساس، و118 بولاية فلوريدا، ويتم تسيير أغلبية المساجد بأمريكا من طرف الجيل الأول من المهاجرين، وتعد الجالية المصرية من أهم المؤطرين في معظم المراكز بولاية نيويورك من حيث الإدارة و التسيير، ومن أهم المراكز الإسلامية في مدينة نيويورك: 1- المركز الأمريكي الإسلامي للشباب: وتتم إدارته من طرف الأشقاء المصريّين 2- مسجد الأنصار: ويتم تسييره من طرف بعض الشباب الباكستانيين 3- مسجد بدر: للباكستانيين 4- مسجد الإيمان: مؤسسوه أفراد من الجالية الفلسطينية، وتتم إدارته من المصريين 5- مسجد الفاروق: لليمانيين 6- مسجد طيبة: للباكستانيين 7- المركز الثقافي الإسلامي التركي 8- الجمعية الإسلامية لوسط منهاتن إلى غير ذلك من المساجد الأخرى، وأذكر أخي القارئ وأختي القارئة أن سبب ذكر هذه الأمثلة من المساجد، هو توضيح الصورة من خلال نسبة المسجد لأهله، وأن رؤية المهاجرين للمسجد لا تتجاوز الحدود الجغرافية، حيث نجد كل مسجد يكتفي بأهل عشيرته فقط، في الإدارة والتأطير والإمامة، وقد نجد الخلافات قد تمتد إلى الأفراد الذين ينتمون لنفس الدولة، كما حدث مع بعض المصرين، حيث فسّق بعضهم بعضا، هذا إخواني والآخر سلفي وعميل للمخابرات... أ- المشاكل: إن رسالة المساجد في الأقطار الغربية لا تفي بالمطلوب، فتنوعت شكاواهم وتعددت بلواهم، ومن أهم المشاكل التي تعاني منها أغلب المساجد بالولايات المتحدةالأمريكية على سبيل المثال لا الحصر ما يلي: 1- عدم اهتمام غالبية المراكز الإسلامية بجميع شرائح الجالية المسلمة، حيث سيادة القبلية، والإنتماءات الحزبية الضيقة، مما يجعل فشلها ظاهر للعيان. 2- الإختلاف في تحديد يوم رمضان والعيدين، فمنهم من يحضر جسدا بأمريكا وعقلا وروحا بوطنه، أو مع المملكة العربية السعودية، وهذا يعكس حقيقة التعصب المذهبي، وغياب فقه الواقع عند الذين يحسبون أنفسهم من فقهاء القطر الأمريكي. 3- غياب كفاءات حقيقية من الخطباء والأئمة تجهل فقه الواقع، وأتذكر في إحدى خطب العيد أن الخطيب أول ما بدأ به بعد البسملة والحمد الحديث عن السيف، وهذا يُبين الجهل المعرفي بحقيقة وسطية الإسلام، وأن الخطاب بالغرب يجب أن يكون خطاب تحبيب وليس تنفير. 4- الإهتمام بالكم وليس بالكيف في تقديم الأنشطة، فقد تجد داخل المركز العديد من الأنشطة، مثل دروس في العربية، وحلقات القرآن، ودروس دعوية، لكن ما إن تخرج خارج أسوار المركز تجد منهم من يطلب في أكله الذبيحة غير الشرعية، أو يشتغل في بيع الخمور إلى غير ذلك، فهذا يدل على غياب الخطاب الحقيقي الذي يلامس الروح. 5- غياب أنشطة النساء واحتكار الذكور للمساجد، وهذا يدل على أن العقلية الذكورية هي التي مازالت تسيطر على الساحة. 6- غياب أنشطة إشعاعية خارجية تعكس الوعي الجمعي الذي جاءت به رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، فكل قطر بما لديهم من الفنون يغنون ويرقصون. 7- الوزارات المعنية بشؤون المهاجرين في حكم الموتى، لا حضور لهم ويتقاضون مقابل بدون عمل يذكر، وان استيقظوا من سباتهم نظموا للجالية مهرجانات الرقص والخمور والمجون. هذه بعض المشاكل فقط، فأما إن أردت أن أتكلم عن كلها فيطول بي الحديث، على أمل أن أكتب مقالا خاصا بهذا الموضوع، لكن رغم وجود هذه المشاكل وغيرها فإن الأمل في غد مشرق يكون دائماً حاضراً في أذهاننا ووجداننا، والله متم نوره ولو كره الكافرون. ب- حلول ومقترحات: إن أول عمل قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة بنى مسجد قباء، وهذا الأمر لم يكن من قبيل الصدفة أو مجرد إشارة عابرة، لكنه منهج أصيل في بناء الأمة الإسلامية الشاهدة، ففي غياب الدور الرسالي للمسجد نجد أمة بدون عنوان لا حضور لها، فالمساجد الآن كثر، ومن ناحية عملها في الواقع قليل، ومن أهم ما يجب أن نأسسه من خلال المساجد أو المراكز الإسلامية: 1- ذكر الله عز و جل، فهو الوظيفة الأسمى للمساجد في الإسلام، وما شيدت إلا لهذه الغاية العظيمة، قال الله عز و جل في محكم تنزيله: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ). 2- بناء الجيل الرسالي الذي يحي الدور الريادي للمسجد. 4- إعتبار المسجد ملجأ كل المسلمين، بدون تمييز، وإشراك الجميع في هم الدعوة. 5- على الحكومات العربية والإسلامية أن تتوحد في عملها من أجل خدمة الدين. 6- إن وظيفة الإمامة و الخطابة و الاهتمام بالمساجد وظيفة شريفة كما أنها مسؤولية عظيمة في حق حاملها، فلنحسن اختيار الأكفاء من الأئمة و الخطباء والمدرريين. 7- الإهتمام باللغة العربية لأن في دراستها سحر وجمال وإعجاز. وفي الختام: لا أحسب نفسي قد تناولت هذا الموضوع بشكل يجعل مني انتهيت من مناقشته، بل إن هذه الورقة بداية لنقاش هذا الموضوع الذي يشغلني وإن شاء الله سيكون بداية لإخراج باكورة علمية في هذا الموضوع، لأن من أهم المشاكل التي تواجه الجالية المسلمة غياب ما يسمى بالقواعد الثابتة التي تُمارس فعل التأطير والتنظير، من أجل تصحيح المسار الدعوي ببلاد الغرب، والسعي في تحقيق الوعي الجمعي الذي جاء من أجله الإسلام، أي وحدة المعبود ووِحدة العابدين، والله أسأل التوفيق والسداد وأن يجمع شمل المسلمين في كل مكان، أمين.