ناقش مشاركون في لقاء نظم، اليوم الجمعة بالرباط، حول موضوع "الصحراء المغربية بين نجاح المسيرة الخضراء ومبادرة الحكم الذاتي"، آليات تفعيل دور المجتمع المدني في المساهمة في دعم مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة. وسلط المشاركون، أساتذة جامعيون وفعاليات مدنية، خلال هذا اللقاء، الذي نظمته جمعيات المجتمع المدني المنحدرة من الأقاليم الجنوبية للمملكة، والمتواجدة بجهة الرباطسلا زمور زعير، بتعاون مع مجلس مقاطعة حسان، الضوء على الأدوار التي يمكن أن يضطلع بها المجتمع المدني في تفعيل مبادرة الحكم الذاتي التي أعلن عنها المغرب سنة 2007، والهادفة إلى منح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية، وهو المقترح الذي يقوم على أساس احترام السيادة الوطنية ووحدتها، إلى جانب كونه خيارا استراتيجيا ينسجم مع مبادئ السلام والقوانين الدولية، ويتوفر على كل الأساليب لإنهاء النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء. واعتبر المشاركون أن "إرساء مجتمع متضامن يتمتع فيه الجميع بالأمن والحرية والكرامة والمساواة يعد مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع كل من موقعه من أجل الدعم والمشاركة في إنجاح مشروع الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية". وحسب وثيقة تقديمية فإن تنظيم هذا اللقاء يأتي لتعبئة المجتمع المدني قصد تفعيل مبادرة الحكم الذاتي، التي تعد مقترحا شجاعا من المغرب، ونهجا مسؤولا يستدعي تسخير كل الوسائل المتاحة لدعمه والتصدي للفكر الانفصالي، مضيفة أنه "لا منازع حول مغربية صحرائنا، ولا مجال للمزايدة بشأنها بالرغم من افتراءات المناوئين لاستقرار المغرب وخصوم وحدته الوطنية الذين لم تفلح محاولاتهم اليائسة في المساس بها". وقال السيد السويدي صلاحي، عن اللجنة المنظمة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 39 للمسيرة الخضراء، "أعطى المجتمع المدني دفعة قوية، وشكل حافزا لنا للتفكير في صيغ جديدة لنكون جبهة داخلية تدافع عن الوحدة الوطنية، وتساهم في إنجاح مبادرة الحكم الذاتي بأقاليمنا الجنوبية". من جهته، قال رئيس مؤسسة الشيخ امربيه ربو لإحياء التراث والتنمية، السيد مربيه ربو ماء العينين، في تصريح مماثل، إن هذا اللقاء يشكل مناسبة لتكثيف جهود المجتمع المدني من أجل المساهمة في إنجاح مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وموقفا يؤكد التفاف الجميع حول الوحدة الوطنية من طنجة إلى الكويرة.