يشكل "منتدى التعاون العربي الصيني" فضاء للحوار بين العالم العربي، ممثلا بجامعة الدول العربية، وجمهورية الصين الشعبية، يرمي إلى تعزيز التعاون بين الجانبين والدفع بالتنمية والتقدم في كليهما بما يتناسب وظروف كل بلد. وتم توقيع وثيقة الإعلان عن ميلاد هذا المنتدى في 14 شتنبر 2004 ، في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ، وذلك على إثر زيارة قام بها في يناير من نفس السنة رئيس جمهورية الصين الشعبية لمقر الجامعة. وقد مكن هذا المنتدى، الجانبين العربي والصيني منذ تأسيسه، من تحقيق منجزات هامة جعلت منه مثالا يحتذى به لإقامة منتديات أخرى للتعاون بين الجامعة العربية وأطراف دولية أخرى. ولعل أبرز الانجازات التي تحققت بفضل هذه الفضاء العربي الصيني للحوار ، إنشاء آليات للتعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والتنموية. وفي هذا الإطار، عقدت العديد من الاجتماعات والفعاليات على المستوى الوزاري، وعلى مستوى كبار المسؤولين والخبراء والمختصين في مختلف القطاعات. كما تم التوقيع على مذكرات لتفعيل التعاون في عدد من المجالات التي نصت عليها البرامج التنفيذية للمنتدى. ويعتبر الاجتماع على مستوى وزراء خارجية الدول العربية والصين ، الذي يعقد بالتناوب مرة كل سنتين في الصين وفي أحد البلدان العربية أبرز هذه الآليات. وقد عقدت حتى الآن ستة اجتماعات وزارية عربية في كل من القاهرة (2004 )، وبكين ( 2006)، و المنامة ( 2008 ) ، وتيانجين( 2010 ) ، وتونس ( 2012) ، وبكين(2014 ) . وانعقد الاجتماع الوزاري العربي الصيني السادس والأخير، برئاسة السيد صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، على اعتبار أن المغرب كان يرأس مجلس جامعة الدول العربية. وأسفر الاجتماع الذي انعقد برئاسة المغرب، عن نتائج مهمة تمثلت في التوقيع على عدد من الوثائق، وهي إعلان أطلق عليه اسم ( إعلان بكين) ، والخطة التنموية العشرية للمنتدى ، والبرنامج التنفيذي للمنتدى بين عامي 2014 و 2016 . كما تم التوقيع على خطة عمل بشأن التعاون في المجال الصحي للفترة 2014 / 2016 ، ومذكرة تفاهم حول التعاون في مجال التصحر. ويعتبر تأسيس آلية جديدة للحوار السياسي مع الصين، من أبرز المكتسبات التي حققها الجانب العربي في هذا الاجتماع، حيث أصبحت الحاجة ماسة لمثل هذه الآلية في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة العربية ، والتي تتطلب حشد الدعم الدولي للقضايا العربية ، لاسيما دعم الصين باعتبارها أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي ، إضافة إلى كونها قوة اقتصادية صاعدة ، ونموذجا تنمويا يحتذى به ، بجانب كونها إحدى الدول الداعمة للقضايا العربية، والتي ترتبط بعلاقات صداقة تاريخية مع العالم العربي.