[email protected] شهد شهر غشت المنصرم حلقة من أسوأ حلقات الإستهتار الوزاري والحكومي بالشغيلة التعليمية. حلقة بطلتها وزارتنا في التربية الوطنية التي أقدمت بلا حشمة بلا حيا، بإبتداع حركة خاصة بثلة من مقربيها ومقربي حوارييها لتنقلهم خارج الظوابط القانونية المتعارف عليها.. وتنزلهم بباراشيتات حيثما شاؤوا، فهم من هم، ولا يمكنهم إنتظار الحركة الوطنية للسنة القادمة، فهم لم يعتادوا الإنتظار خصوصا وأن لهم أساليبهم التي خبروها على مر السنين، والتي تجعلهم فئة لا تنتظر البتة... وهم بالمناسبة عديدون... وأذكر هنا حالة عجيبة من هاته المخلوقات، والتي شهدتها وزارة تعليمنا التي لم تعد صراحة تصلح حتى لنفسها. حالة أختين كان تعيينهما خرافيا بمدينة الناظور المستعصية على الكهل ممن أفنوا عقودا من عمرهم وهم يدرسون أبناء الشعب، والعجائز الحالمات ببضع سنوات من الحياة العادية وسط أسرهن قبل أن يدركهن سن التقاعد.. لتلتحق شابتان يافعتان وفور تخرجهما بهذه النيابة المتعالية وسط إستغراب الرأي العام التعليمي المحلي واللي ما عجبوش الحال يشرب البحر ، وبعد ست سنوات بالحساب تتقدم الأختان لإمتحان الكفاءة المهنية لولوج الدرجة الثانية (دورة 2009)، ومنذ المشاركة الأولى تنجح الأختان الفاضلتان معا وتترقيان.. في إنتظار إستحقاقات أخرى.. والسبب وراء ذلك كله، أن الأستاذتان قريبتا مسؤول أمني كبير وكبير جدا، وكما نقول إذا عرف السبب بطل العجب. وعودة لملف الحركة السرية أو الخطاف كما سماها بعض الظرفاء من المدرسين، ينتقل المنتقلون دون وجه حق، وخارج الحركات على علاتها وتنكر كاتبة الدولة الأمر برمته في محاولة منها لتغطية الشمس بالغربال.. وفي الأخير تجتمع بالنقابات الخمس ذات التمثيلية، ليمثل الجميع مسرحية الحركة الإستدراكية بصيغة تفاوضية، مسرحية إمتزج فيها الكوميدي بالدرامي.. لتنطلق حمى الملفات في اليوم نفسه.. والمستفيدون حتما من طينة خاصة لا تعدو غير فلان وعلان.. وكفانا سؤالا عن أمور هي بادية لنا وتسوءنا فعلا، والأجدر بدل هذا كله كان إلغاء الحركة اللاقانونية ومتابعة مبتدعيها إداريا وقضائيا لتصرفهم وفق أهوائهم خارج الضوابط القانونية الجاري بها العمل، وجبر ضرر المتضررين والمتضررات بإجراء حركة وطنية إستثنائية، لكن بدون ملفات نقابية هاته المرة، بل لكل رجال ونساء التعليم بكل شفافية ووضوح، ووفق معايير موضوعية بعيدا عن المحاباة والزبونية.. ولكن تنازل الحاضرون عن حقوق الغائبين، والثمن حركة عجفاء ستكرس مبدأ باك صاحبي لا أقل ولا أكثر.. ثمن ما تبقى من الماتش المهزلة الذي ما فتئ العاملون بالقطاع يتجرعون مرارته.. إنتظارا لإسدال ستار تمثيلية طال أمدها..