انطلقت، صباح اليوم الخميس بفاس، أشغال المؤتمر العالمي الثاني للباحثين في السيرة النبوية، الذي تنظمه مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) حول موضوع "آفاق خدمة السيرة النبوية"، بمشاركة العديد من العلماء والباحثين والأكاديميين المختصين في السيرة النبوية من المغرب وعدة دول إسلامية. ويبحث هذا المؤتمر، الذي ينظم بشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمجلس العلمي الأعلى، مختلف التصورات والمقاربات التي يجب اعتمادها من أجل تسريع إخراج السيرة النبوية الصحيحة الشاملة، مع تنسيق الجهود لخدمة هذه السيرة وترشيد البحث فيها. وقال عبد الله غازي، وزير الشؤون الدينية بجمهورية غينيا كوناكري، إن تنظيم المؤتمر العالمي الثاني حول السيرة النبوية الشريفة يأتي في وقت اشتدت فيه حاجة الأمة الإسلامية للاستفادة مما تتضمنه هذه السيرة العطرة، باعتبارها تشكل دستورا ومنطلقا لاقتباس العبر والدروس في الأخلاق والصدق والأمانة. وأضاف وزير الشؤون الدينية بغينيا كوناكري أن سيرة الرسول الكريم هي نموذج للمحبة والحكمة والقيم الرفيعة للعدل ومحاربة الظلم وللتسامح والإخاء، مشيرا إلى أنه لو اعتمدت هذه السيرة النبوية كمنهاج لحياة الإنسان لانتفت الصراعات بين الشعوب وبين الأفراد ولتحققت العدالة. وأكد أن السيرة النبوية هي حقائق ثابتة وموسوعة علمية وأخلاقية واقتصادية واجتماعية وسياسية تستحق أن تدرس وتكون نموذجا لمجتمع متكامل، منوها باحتضان مدينة فاس لهذا المؤتمر العالمي باعتبارها العاصمة الروحية للمملكة، التي تحتضن أعظم جامعة في العالم الإسلامي وهي جامعة القرويين التي عمل علماؤها على مر العصور على الدفاع عن القيم الحضارية للإسلام وثوابت الأمة . ومن جهته أكد السيد سعيد شبار ممثل المجلس العلمي الأعلى على الأهمية التي يكتسيها تنظيم هذا المؤتمر الذي يستهدف تجميع جهود الأمة الإسلامية من أجل خدمة السيرة الكريمة للرسول صلى الله عليه وسلم، مشدا على ضرورة انتظام هذه الجهود في خيط ناظم ووفق مقاربات علمية حتى تكون أكثر فاعلية وإجرائية في النهوض بقضايا الأمة الإسلامية. وقال إن من أهداف هذا المؤتمر، الذي تحضره نخبة من المفكرين والباحثين والأكاديميين فسح المجال للنظر في السيرة النبوية الشريفة ككل مع تيسير وتقريب النموذج الأكمل لهذه السيرة، مشيرا إلى أنه وبعد جهود التجميع والتدوين التي استغرقت جهود السلف سيقوم الخلف بتقديم هذه السيرة بشكل شمولي ومتكامل.