أكد الوزير المنتدب المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الادارة السيد محمد مبديع، اليوم السبت بالفقيه بن صالح، أن الأوراش الاصلاحية الكبرى التي تبنتها المملكة تستدعي من كل المغاربة بما فيهم المقيمون بالخارج الانخراط فيها وذلك من أجل بناء المغرب الحديث. وقال السيد مبديع في كلمة ألقاها خلال افتتاح أشغال الدورة الرابعة لمنتدى بني عمير المنظم حول "الهجرة.. مغاربة العالم فاعلون في تنمية الوطن"، أن تشجيع ولوج مغاربة العالم للاستثمار في وطنهم، يمر عبر وضع آليات تحفيزية واضحة، بما فيها الآليات التشريعية والقانونية ذات الصلة بالمجال الاقتصادي. وأوضح أنه يتعين سن قوانين تحفيزية لتسهيل ولوج هذه الفئة من المغاربة الى عالم الاستثمار والاقتصاد، وتبسيط المساطر لولوج الخدمات الادارية، مبرزا أهمية تعبئة الجانب الثقافي والاجتماعي لدى المهاجرين المغاربة من خلال توطيد روابط اللغة والدين لتقوية صلتهم بوطنهم الام، وليكونوا قادرين على نقل خبراتهم وكفاءاتهم للمغرب. ومن جهته، أكد رئيس الجمعية المغربية للأبحاث والدراسات حول التحولات البيئية السيد أحمد العراقي، أن التنمية المغربية والآليات الضرورية لتحقيقها تطرح عدة أسئلة، مشيرا الى أن المغاربة في الداخل والخارج لديهم الطاقات للإسهام في تحقيقها. وأضاف أن المنتدى يتطلع إلى الخروج باستنتاجات حول الإطار الملائم والمناسب من أجل الانتقال بالكفاءات والطاقات المتواجدة لدى مغاربة العالم من وضعيتها كرصيد الى انتاج فوائض ذات قيمة مضافة. من جانبه، أبرز المسؤول عن مديرية التعاون والدراسات والتنسيق القطاعي بالوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة السيد جواد الدقيوق، أن خمسة ملايين من مغاربة العالم يعتبرون فاعلين في التعاون القائم بين بلدهم الأصلي وبلد الاستقبال، مما يبرز ضرورة تعبئة هذه الشريحة من المغاربة للمساهمة في التنمية الوطنية. كما أبرز العلاقة الوطيدة بين المهاجر والتنمية ودور هذا الأخير في تطوير الاقتصاد المحلي، مشيرا في هذا الصدد إلى أن العديد من الدول تعمل على إدماج الهجرة في سياساتها واستراتيجياتها التنموية. من جانبه، أكد رئيس منتدى بني عمير السيد الغزواني مزياوي أن هذا الملتقى يندرج في اطار تكثيف تعبئة الخبراء والمسؤولين في مختلف المجالات ومضاعفة المبادرات الكفيلة بتوطيد العلاقات بين الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج ووطنها الأصلي، وذلك من أجل إدماج هذه الفئة من المجتمع المغربي في التنمية التي تعرفها المملكة، علاوة على إرساء تواصل وتعاون بين الفاعلين الأساسيين في المجال التنموي. وقال إن هناك وعيا متزايدا على الصعيد الدولي بقدرة المهاجرين على النهوض بالتنمية في الجهات التي ينحدرون منها، موضحا أن مغاربة العالم أصبحوا يستثمرون أكثر فأكثر في بلادهم الاصلي بما من شأنه الدفع قدما بتنمية بلدهم ونقل تجاربهم وخبراتهم التي اكتسبوها في الخارج. وشارك في هذا الملتقى ثلة من أفراد الجالية المغربية المقيمة بكل من ألمانيا وكندا والبحرين واسبانيا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية ، والمشتغلة في قطاعات الأعمال والبحث العلمي والاقتصاد والادارة والصناعة والتعاون والعلاقات الاجتماعية والتنمية السياحية. ويهدف المنتدى الى إشراك الكفاءات والمؤهلات العلمية وخبرات الاشخاص الذين يلمون بتاريخ وطموحات هذه المنطقة من المملكة، إيمانا منه بأن نشر العلوم والمعارف يعد العنصر الأساس لبناء مجتمع ملم بقضاياه ومساهم بفعالية في تنمية المنطقة على الخصوص وفي تنمية بلده على العموم. وتناول المشاركون في هذا المنتدى، مواضيع همت "انتظارات المغرب في مجال التنمية وحول آليات المواكبة والميسرة"، و"نقل المعارف والخبرات"، و" البحث والتنمية والتعاون".