تعيش مخيمات تندوف الليلة هدوءا حذرا عقب المواجهات وعمليات الكر والفر التي شهدتها المخيمات طيلة الليالي الثلاثة الأخيرة. وقد انتهت مواجهات اليوم التي استعملت خلالها مليشيات البوليساريو ولأول مرة بعد انتفاضة 1988 الرصاص الحي و الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين اشتبكوا مع هذه المليشيات لساعات داخل مخيم الرابوني وتأتي هذه المواجهات على خلفية الاعتداء السافر ضد اعتصام أقامه شباب أمام مقر المراكشي بالرابوني منددين بعملية اختطاف الشابة محجوبة ومطالبين بتحقيق مطالب الصحراويين وتغيير ما وصفوه بالقيادة "الصهيونية" لعبد العزيز وأعوانه. وذكرت مصادر مطلعة بالمخيمات الليلة أن الهدوء يسود جميع المخيمات في حين ما زالت مليشيات البوليساريو ترابط داخل كل من مخيم الرابوني وأوسرد والعيون وعلى أطراف باقي المخيمات وتراقب الوضع من بعيد. وبخصوص تداول أخبار حول توصل الطرفين(المحتجون ومليشيات البوليساريو) الى حل لم تؤكد مصادرنا صحة هده الأخبار بل اعتبرتها مجرد إشاعات الغرض منها إطفاء لهيب الانتفاضة في حين أكدت على أن لجنة الحوار التي أنشئت ما زالت داخل ما يسمى "رئاسة الجمهورية" والجميع في انتظار ما ستسفر عنه هذه المفاوضات والتي تؤكد نفس المصادر أنها لن تخرج بشيء. أما عن حصيلة المواجهات اليوم فقد أسفرت عن 13 معتقلا وتسعة جرحى وصلوا إلى المستشفى منهم سيدتين إحداهن أصيبت على مستوى العين وتدعى (منت لبيهي ولد خروب ) وتلقت الإسعافات الأولية بمستشفى الجراحات قبل نقلها إلى مستشفى آخر بالشهيد الحافظ لإجراء عملية جراحية عاجلة.