زعيم « البوليساريو» يشعل النار في الرابوني لإخراس أصوات المطالبين بالتغيير تسود حالة من الهلع والخوف في أوساط مخيمات تيندوف، جنوب غرب الجزائر، منذ نهاية الأسبوع إثر تواتر أخبار عن تعرض مجموعة من شباب التغيير، يومي السبت والأحد المنصرمين، للاعتقال والتعذيب بكل أشكاله، من طرف مليشيات البوليساريو، على خلفية الحرائق التي أضرمها مجهولون في عدد من المنشآت بالرابوني. وقد عمدت مليشيات البوليساريو، مدعومة بعناصر الاستخبارات الجزائرية، إلى مداهمة العديد من الخيام، واعتقال ما لا يقل عن ستة شبان تتهمهم بالضلوع في ما تدعيه «أعمال الفوضى والتخريب» التي استهدفت مقرا إداريا، وبعض المؤسسات التابعة للبوليساريو. بينما تؤكد مصادر أن السبب الحقيقي لاعتقال الشبان الستة يعود إلى اشتباه قيادة البوليساريو في قيامهم بنشر أشرطة وتسجيلات، على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنيت، تفضح معاناة الشباب والنساء والأطفال داخل مخيمات تيندوف. وكان مجهولون أضرموا النار في الساعات الأولى من صباح الأحد الماضي في مقر ما يسمى وزارة التعليم بمخيم الرابوني، خلف خسائر فادحة في البناية، وأدى إلى إتلاف العديد من التجهيزات المكتبية والوثائق وبعض الآليات، قبل أن تتدخل ميليشيات البوليساريو لإخماد هذا الحريق. وتشير بعض الأخبار إلى أن العديد من الأماكن بمخيمات تيندوف شهدت محاولات إضرام النار في بنايات تابعة للبوليساريو، وأن ميليشيات الأخيرة عمدت إلى تطويق الأماكن التي تعتبر أنها مهددة بالإحراق، بل أعلنت أنها أفشلت محاولات لإشعال النيران في بعض المرافق وقامت بحجز كميات كبيرة من المواد المشتعلة كانت موجهة لما تسميه «أعمال التخريب»، التي كان يعتزم بعض الشبان القيام بها. وكشفت ذات المصادر أن قوات البوليساريو قامت بمطاردة العديد من الشبان المنتمين لما بات يعرف ب»شباب التغيير» بالمخيمات، لضلوعهم في هذه الأعمال، خصوصا ما عرفه «مخيم أوسرد» حين طاردت الميليشيات بعض الشبان الذين تزعم أنهم بصدد التهيؤ لإضرام النيران في العديد من المؤسسات. هذه الأحداث المتزامنة جاءت كرد فعل من قيادة البوليساريو على توسع الملتحقين بشباب التغيير بالمخيمات، والصدى القوي لها في أوساط السكان، وأيضا التعاطف العلني الكبير الذي يبديه المحتجزون في مخيمات الحمادة مع هؤلاء الشبان. وتشير كل الأخبار إلى أن هذه الأحداث يقف وراءها قياديون من البوليساريو، لوقف المد المتنامي لحركة «شباب التغيير»، وتقديمها على أنها حركة تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار بالمخيمات، وتحويلهم إلى خونة وإثارة الفتنة. واختارت قيادة البوليساريو هذه الظرفية بالذات من أجل تأليب السكان على الحركة، من خلال إشاعة ما تعتبره «أعمال الفوضى والتخريب»، وكسب التأييد للمطاردات التي تقوم بها للشباب التي تعلن ضلوعهم في الأحداث. كما أقدمت البوليساريو وميليشياتها بالسماح بتتبع عمليات إطفاء الحرائق المفترضة، وحجز المواد المشتعلة في محيط المدارس والمؤسسات التابعة لها، وتقديم ذلك على أنه من تدبير أعضاء الحركة.