أصبح إشعال النيران وسيلة الصحراويين للاحتجاج ضد قيادة البوليساريو بعد أن استنفدوا كل الوسائل السلمية، ولم يعد أمامهم من أداة للتعبير عن غضبهم سوى إضرام النار، وذلك نتيجة التجاوزات الخطيرة التي تقوم بها قيادة جبهة البوليساريو، التي تعمد إلى لهف المساعدات الإنسانية وتوزيع الفتات على المحتجزين بالمخيمات وكل من فكر منهم في الخروج من المخيمات بحثا عن الرزق واجهته القيادة الستالينية بالحديد والنار. فعلى إثر اعتقال الشاب الصحراوي لحسن الغيلاني قامت مجموعة من المحتجين الصحراويين بإحراق سيارة ما يسمى والي مخيم العيون وإشعال النيران في مقر الولاية بعد أن كانت مجموعة من سكان المخيمات قد اقتحمت المقر المذكور تنديدا باعتقال الشاب المذكور. وبحسب حركة شباب التغيير بالمخيمات، فقد جاء ذلك ردا على اعتقال شاب صحراوي من أعضاء الحركة لحسن الغيلاني من طرف ميليشيات البوليساريو، وذلك بعد محاولته إقامة محل تجاري دون ترخيص للاستعانة به على إعالة عائلته، وهو ما رفضته قطعا إدارة "مخيم العيون"، ليقوم شباب التغيير بعد ذلك باقتحام مقر "الولاية" بواسطة سيارات، حيث أضرموا النار في عدد من إدارات الولاية، وحطموا السيارة الخاصة بالمسؤول الأول عن الولاية قبل إحراقها. وفور وصول المسؤول الأول عن الولاية إلى مكان الاحتجاج على متن سيارة طويوطا حتى قامت الحشود التي تجاوزت 400 شخص برشقه بوابل من الحجارة متسببة في إصابته بجروح. وعمدت ميليشيات البوليساريو إلى اعتقال عدد من الشباب فور وقوع الأحداث الأمر الذي تسبب في مواجهات بينها وبين عشرات الشباب الغاضبين، وزاد أيضا في منسوب الغضب في صفوف سكان المخيمات الذين باتوا محاصرين بالجيش الجزائري من الخارج ومن مليشيات محمد عبد العزيز في الداخل. واستدعت خطورة هذه الأحداث تدخل مجموعة من قادة البوليساريو من أجل تهدئة الموقف وثني الحشود على مواصلة الاحتجاج. وأصبحت قيادة الجبهة في وضع حرج، ولم يعد يجد نفعا التذرع بالنضال التاريخي، فقد نشأ جيل يريد حقوقه اليومية وتقرير مصيره بيده لا بيد مليشيات تابعة للبوليساريو.