أكد وزير الثقافة السيد محمد الأمين الصبيحي اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء أن النقاش حول المسألة الثقافية بالمغرب وعلاقتها بتحقيق التنمية الاقتصادية نقاش مفتوح أمام كل الفاعلين في المشهد الثقافي الوطني من أجل إفراز صناعة إبداعية قوية، ووضع سياسة ثقافية قادرة على مواكبة التطورات الاجتماعية والاقتصادية. وقال الوزير، في كلمة له خلال افتتاح ندوة صحفية نظمت اليوم لتقديم ثلاث تظاهرات ثقافية كبرى ستحتضنها عاصمة المملكة في الفترة الممتدة ما بين 12 و15 نونبر الجاري، تهم الدورة الرابعة للندوة الدولية حول الاقتصاد الإبداعي بإفريقيا، والملتقى العام حول الثقافة بالمغرب، و مهرجان "موسيقى بدون تأشيرة"، إن "التحولات المتسارعة في العالم جعلت الثقافة رقما أساسيا في السياسات العمومية باعتبارها عنصرا مركزيا في الاستراتيجيات التنموية وشرطا لتثمين الرأسمال البشري وموردا هاما لخلق الثروة وإحداث مناصب الشغل". واعتبر السيد الصبيحي أن مبادرة المغرب لاحتضان تظاهرات من هذا الحجم يرتكز بالأساس على موقعه الجغرافي المتميز الرابط بين أوروبا ودول إفريقيا جنوب الصحراء، وعلى حركية مثقفيه ومبدعيه وتطور إبداعه التراثي والمعاصر وتنوع مصادر تسويق منتوجه من مهرجانات ذات صيت عالمي وإذاعات خاصة نشيطة وحركية ملموسة على صعيد الدبلوماسية الثقافية. وشدد في هذا الاتجاه على أن "المغرب بما له من غنى وتنوع ثقافي، وما يتوفر عليه من بنيات تحتية، واعتبارا لما يشهده من تحولات على المستوى الثقافي والفني من تنظيم عدد كبير من المهرجانات الناجحة وإحداث آليات لدعم الثقافة والفنون، يجعله محجا لهذه التظاهرات وموطنا مستحقا لتنظيمها، مضيفا أنه من هذا المنطلق "تنخرط وزارة الثقافة وتساهم في إنجاح هذه الملتقيات في احترام تام لمداولاتها وحرية القرارات والخلاصات التي قد تتخذها". ومن جهته، اعتبر السيد عادل السعداني رئيس جمعية جذور، المشرفة على تنظيم الملتقى العام حول الثقافة بالمغرب، والدورة الرابعة لندوة الاقتصاد الإبداعي بإفريقيا، أن الرهان الثقافي اليوم يكمن في مدى قدرة الفاعلين والمتدخلين في الشأن الثقافي على الوصول إلى بلورة استراتيجيات عملية لتطوير الصناعة الإبداعية الوطنية وضمان حضور قوي للمنتج الثقافي المحلي في المنتديات العالمية، مشيرا إلى أن بلوغ هذه الأهداف يفرض إعداد أرضية صلبة تقوم على التربية والتكوين وتعميم الممارسة الثقافية وترسيخ ثقافة القرب لتسهيل ولوج الناشئة للفضاءات الإبداعية، وتأهيل الموارد البشرية لتكون قادرة على منافسة العرض الأجنبي. وينتظر أن تحتضن الرباط في الفترة ما بين 13 و15 نونبر الجاري المؤتمر الدولي الرابع حول الاقتصاد الإبداعي بأفريقيا، بمشاركة أزيد من 300 شخص من مهنيي القطاع الثقافي والفني من مختلف بلدان القارة السمراء وبحضور ممثلين عن عدد من الهيئات والفعاليات الدولية، فيما ستحتضن المكتبة الوطنية للمملكة يوم 12 نونبر من الشهر الجاري الملتقى العام حول الثقافة بالمغرب، والذي سيتم خلاله تقديم خلاصات الملتقيات الموضوعاتية حول السياسة الثقافية في المغرب، والتي عقدت على مدى سنتين مع المهنيين، وعبر جهات المملكة. كما ستحتضن الدورة الأولى لتظاهرة "موسيقى بدون تأشيرة"، التي تنظمها مؤسسة (آنيا) من 12 إلى 15 نونبر الجاري بمشاركة أزيد من 250 فنانا ومهنيا من جميع أنحاء العالم.