عمليّا يمكن أن تحمل الخفافيش أكثر من 100 فيروس مختلف منها إيبولا وداء الكلب ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) وذلك دون أن تصاب نفسها بأي مرض، بينما يجعل ذلك من الخفافيش مستودعا مخيفا للأمراض، لاسيما في أدغال أفريقيا، حيث تهاجر وتقطع مسافات كبيرة، فإنها تفتح احتمالا قد يتعرف العلماء من خلاله على الحيلة التي تحول دون إصابة الخفافيش بالإيبولا. وقد بدأت القرائن تظهر في أعقاب عمليات التحليل الجيني التي تشير إلى أن قدرة الخفافيش على تجنب الإصابة بالإيبولا قد ترتبط بإمكانات أخرى منها القدرة على الطيران.
ويأتي خطر إصابة الإنسان بمرض الإيبولا من الخفافيش، من خلال تناول لحوم كائنات بعينها تعيش في الغابات منها الخفافيش والظبيان والسناجب وحيوان الشيهم وهو من القوارض ذات الأشواك، والقردة وهي تمثل منذ زمن طويل أطباقا شهية على الموائد في غرب أفريقيا ووسطها، ويكمن خطر الإصابة بالإيبولا في التعرض لدم مصاب بالمرض وذلك أثناء ذبح الحيوانات وطهيها.
ومنذ اكتشاف الإيبولا عام 1976 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، يشتبه العلماء الذين يدرسون الإيبولا منذئذ، في أن خفافيش الفاكهة هي العائل الطبيعي.
وعلاوة على قدرتها على التعايش مع الفيروسات، فإن الخفافيش تتميز بطول عمرها بصورة تبعث على الدهشة، إذ أشارت السجلات إلى أن خفاش برانت، الذي يعيش في أوربا وآسيا، يعمر لمدة تتجاوز 40 عاما، رغم أن حجمه لا يتجاوز الفأر الصغير، كما أن الخفافيش قلما تصاب بالسرطان.
وربما تتمخض دراسة جهاز المناعة لدى الخفافيش، عن إنتاج عقاقير وقائية أو علاجية في يوم ما، غير أن الخبراء يقولون إن ثمة أسباب أخرى للاحتفاء بالخفافيش التي تلعب دورا جوهريا في تلقيح النباتات ومكافحة الآفات الحشرية.