افتتحت مساء أمس الخميس بفاس فعاليات الدورة الرابعة للقاءات فاس التي تنظمها المؤسسة الإيطالية "دوتشي Ü فرع فاس" تخصص لبحث مختلف الآليات والتصورات الكفيلة بتعزيز وتقوية الحوار بين الثقافات بحوض البحر الأبيض المتوسط. ويشارك في دورة هذه السنة من (لقاءات فاس) التي تتمحور حول موضوع "البحر الأبيض المتوسط في مفترق الطرق" العديد من المفكرين ورجال الثقافة والفكر والإعلام بالاضافة إلى أكاديميين وباحثين من المغرب وإيطاليا. وقال السيد باولو دوتشي رئيس المؤسسة الإيطالية إن هذه اللقاءات التي دأبت المؤسسة على تنظيمها سنويا تروم إعطاء دفعة قوية للحوار بين الثقافات وتكثيف لقاءات وحلقات النقاش والتواصل بين مختلف الفاعلين وأصحاب الرأي والمفكرين من أجل الخروج بتصورات واضحة حول أنجع السبل التي تفضي إلى إشاعة قيم السلم والتسامح والأمن خاصة في هذه الظرفية التي يجتازها العالم والموسومة بالأزمات والصراعات. وأضاف السيد دوتشي خلال افتتاحه لأشغال هذه اللقاءات أن مؤسسة "دوتشي" تسعى من خلال فرعها بفاس إلى دعم كل المبادرات التي تروم تقوية وتعزيز الحوار بين الثقافات والمساهمة في تكريس قيم السلام والتسامح مع البحث عن مقاربات مبتكرة وطرق جديدة لتكثيف علاقات التعاون والشراكة بين مختلف المؤسسات والهيئات المعنية بالثقافة والفكر وكذا بين المثقفين والفنانين من أجل المساهمة في إشاعة قيم السلام وتعزيز الحوار الثقافي بين أوروبا وبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. وأشار إلى أن اختيار مدينة فاس لاحتضان فرع هذه المؤسسة الإيطالية يجد تفسيره في ما تمثله هذه الحاضرة من أصالة وتراث فريدين كمهد للحضارة وملتقى للثقافات مستعرضا ما تزخر به المدينة من مآثر تاريخية وعمرانية تتيح للزوار من مثقفين وفنانين استلهام ثراء وأصالة فن وثقافة عريقين. ومن جهته أكد السيد علال العمراوي نائب عمدة مدينة فاس على أهمية الموضوع الذي تم اختياره كشعار لدورة هذه السنة من لقاءات فاس والذي يبحث مختلف القضايا التي تهم التقارب بين بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط وكذا التصورات والأفكار الكفيلة بتثمين الشراكات وتكريس السلام والتسامح والعيش المشترك. وشدد على أهمية مثل هذه اللقاءات التي تحضرها نخبة من المفكرين والمثقفين والسياسيين وأصحاب القرار والتي من شأنها أن تساهم في تعميق علاقات التعاون وتكريس ثقافة الإنصات للآخر مع تعزيز ثقافة الحوار بين الثقافات مؤكدا على ضرورة مواجهة التطرف والغلو بمختلف أشكاله وبنياته عبر إشاعة ثقافة السلام والتسامح والإخاء بين الشعوب والمجتمعات خاصة بضفتي الحوض المتوسطي.