شكل موضوع " المؤسسات الجماعية وقضايا التدبير المشترك بالمغرب" محور أشغال الندوة الدولية التي انطلقت اليوم بكلية الآداب والعلوم الانسانية ببني ملال، وذلك بمبادرة من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وجامعة السلطان مولاي سليمان. وتهدف هذه التظاهرة، المنظمة على مدى يومين بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الانسانية ببني ملال، الى طرح مجموعة من الآراء والأفكار حول المؤسسات الجماعية وقضايا التدبير المشترك بكل أشكاله وتجلياته، فضلا عن تسليط الضوء على دور المؤرخ والجغرافي والسوسيولوجي والأنتربولوجي والقانوني في تبيان الدور الذي يمكن لهذه المؤسسات أن تلعبه في البحث عن أنماط تدبيرية يمكن إحياؤها وتجديدها وتطويرها لتتماشى مع التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية التي تعرفها المجتمعات حاليا. وجاء في كلمة باسم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية القاها السيد محمد أيت حمزة مدير مراكز الدراسات التاريخية والبيئية بهذه المؤسسة، أن هذا الملتقى يروم تعميق البحث في قضايا التراث المغربي عامة والامازيغي خاصة، ونفض الغبار على التراث المغربي الأصيل والحفاظ عليه والنبش في هذا الموروث لابراز نقط قوته ومكامن الضعف، وتحسيس الباحثين بأهمية هذا الموروث كجزء من الهوية المغربية. وأبرزت أن ما ابتكره المغاربة منذ قرون هو جزء من الهوية الثقافية المغربية الشيء الذي يفرض الحفاظ عليها وتثمينها، بالرغم من التطور السريع والتحولات التي يعرفها المجتمع، مشددا على ضرورة التعامل مع هذا التراث وتفادي الزج به في سلة المهملات والتخلي عنه. وأوضحت أن من بين التنظيمات التي أرساها المغاربة قديما، والتي استأثرت باهتمام الباحثين، القبيلة والجماعة وأمغار وإنفلاس ولامين والعزابة، مشيرة الى أن النقاش الدائر حاليا حول الجهوية والحوار الوطني حول أراضي الجموع، يبرز بقوة أنه لا مفر من التعاون مع القبيلة، التي لا زالت تنظيما فاعلا وحيا بالعالم العربي. ومن جهته، أكد رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان السيد بوشعيب مرناري، أهمية موضوع هذه الندوة الذي يتجلى في مجموعة من الجوانب العلمية من بينها الجانب التاريخي، مشيرا الى أن النقاش الذي سيعرفه هذا اللقاء سيمكن من ابراز الدور التنظيمي التي يتميز به المجتمع المغربي منذ القدم مما يعكس خصوصيته وأساس استقراره وتفاعله وتعامله مع ما يعيشه العالم من تطور. أما عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية ببني ملال السيد يحيى الخالقي، فاعتبر ، من جانبه، أن التدبير المشترك للمؤسسات الجماعية بشمال إفريقيا عموما وبالمغرب خصوصا، شكل إحدى الآليات الجماعية التي تعبر وبقوة عن العلاقة الجدلية والتفاعلية التي تربط بين الانسان وموارد عيشه( الارض والماء والعشب والغابة والمنتوجات الفلاحية والحيوانية)، مضيفا أن هذه المؤسسات الجماعية تبين أن المجتمعات البشرية منذ فجر التاريخ عملت على ابتكار أساليب تدبيرية جديدة ومتنوعة ومتكاملة بهدف ضمان استقرارها وديمومتها من جهة، والدفاع عن وحدة كيانها وعن مواردها من كل غزو خارجي . وسيتناول المشاركون في هذه الندوة، من باحثين وأساتذة جامعيين من المغرب والجزائر، مواضيع تهم " مؤسسة القبيلة بين الاستمرارية والتحول" و" مؤسسة الجماعة/ إنفلاس.. أدوارها التدبيرية"، و" تدبير شؤون القصور والمخازن الجماعية"، و" مؤسسات تدبير شؤون الدين والمجتمع"، و" تدبير مجال الفلاحة والمراعي"، و"قضايا تدبير المياه".