كثيرا ما نلمس في خطابات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الحب الكبير لشعبه ووطنه ، ولا يكاد يجد فرصة إلا ويوصي الحكومة بالاهتمام بالمواطنين وتسهيل أمورهم بكل الوسائل ، ودائما كان يذكرهم بأنهم إنما وضعوا لخدمة المواطن المغربي و مساعدته ومراعاة ظروفه ، وأن عليهم أن يتذكروا تلك المهمة وأن تكون نصب أعينهم دائما. هذه التوصيات تجد أذنا صاغية عند البعض لكن أخرين لا يفعلون للمواطنين مايجب عليهم فعله ، وأعتقد أن القيام بالمسؤولية على أحسن وجه هي واجب ديني وأخلاقي وأن طبيعة القبول بالوظيفة أيا كانت تستلزم القبول بكل واجباتها ، وإني أرى أن على كل مسؤول فعل ذلك تلقائيا فكيف إذا كانت توجيهات ملكنا محمد السادس نصره الله تصب في ذلك الاتجاه وبقوة ، فهنا لا أجد لأي مسؤول عذرا إذا لم يقم بواجبه على خير وجه فكيف إذا لم يقم به أصلا أو قصر فيه بدرجة كبيرة . نعرف جميعا أن هناك فسادا في بلدنا الحبيبة ، ومن أجل ذلك أمر ملكنا محمد السادس نصره الله في أغلب خطاباته المسؤولين بالتحلي بالنزاهة وتحمل المسؤولية والسهر على خدمة الوطن والشعب بكل روح وطنية ، ونعرف أيضا أن الفساد يتفاوت مابين جهة وأخرى ولكن المعرفة وحدها ليست كافية للقضاء على الفساد ، وهنا لابد من قيام الحكومة بواجبها وبصورة جيدة وسريعة ولا بد أن يعرف المواطن حقيقة ماتقوم به قبل أن يفقد ثقته فيها رغم ان هذه الثقة بدأت تقل فعلا . لذالك لا بد من تعاون بين الحكومة و المواطن بالإبلاغ عن كل ألوان الفساد ما صغر منها وما كبر ، وعلينا أن ندرك أن الفساد سيؤخر تقدم بلادنا وأنه عدو لنا جميعا في أي زمان ومكان ، خصوصا انه ألد أعداء المجتمع وهو الذي يقود للتفكك الاجتماعي كما يؤثر على أمن الوطن وتلاحم أبنائه ، فلنتعاهد على محاربته والحفاظ على وحدة ترابنا المغربية.