قال المدير الفني لمهرجان أرفود السيد محمد السعودي أن هذه التظاهرة التراثية والفنية ستضفي حلة بألوان زاهية على المعرض الدولي للتمور "سيدات 2014 " مما يتيح للزوار اكتشاف مختلف أوجه ثقافة واحة تافيلالت وتعبيراتها الغنية بأصالتها. وأضاف السيد السعودي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مهرجان ارفود الذي ستنظمه جمعية مهرجان أرفود تحت شعار "المغرب وافريقيا..رهانات تنموية" بالموازاة مع المعرض الدولي للتمور (30 اكتوبر الى 2 نونبر المقبل) ستمنح هذه التظاهرة رونقا تراثيا وثقافيا وفنيا من خلال برنامج حافل بالعروض الثقافية والمعارض والحفلات الموسيقية والغنائية، مبرزا أن الدورة الخامسة لهذا الموعد السنوي ستتيح لجمهورها إلقاء نظرة بانورامية على ثقافات وخصائص وطقوس مغربية وافريقية تمنح لعاصمة التمور بتافيلالت طابع التميز والعراقة. وبعد ان اشار الى أن تافيلالت ستمتح خلال هذه المناسبة من منابع تاريخها العريق وأصالة موروثها الثقافي لتكشف لساكنتها وزوارها بعضا من ذخائر ما تزخر به من جمال طبيعي وثراء ثقافي، أبرز المدير الفني أن هذه التظاهرة التي ستنظم بشراكة مع المجلس البلدي لمدينة أرفود وبدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ستتضمن برنامجا متنوعا يراعي حاجيات الجمهور الثقافية والفنية في إطار التعدد والانفتاح وستساهم بشكل كبير في إبراز مؤهلات الإقليم الثقافية والاقتصادية والسياحية. وأضاف أن هذا المهرجان الذي ارتكزت الجهة المنظمة في تسطير فقرات برنامجه على رؤية مبنية على الحكامة الجيدة والمقاربة التشاركية، سيتميز بانفتاحه على ساكنة الإقليم من خلال تنظيم سهرات فنية تراعي البعد والخصوصيات السوسيو-ثقافية للمنطقة، مؤكدا أن المهرجان يتيح لحظات فريدة تعد بمثابة ثمرة للتعاون الفني بين مجموعات مغربية وافريقية مثل فرق (حمائم السلام) من الكاميرون و(طبول بلا حدود) من الكونغو برازافيل و( افرو مادينغو) من السينغال و( بالي لوك 16) من غينيا و( افريكا يونايتد) وهي مجموعة مكونة من سبع جنسيات افريقية من ضمنها المغرب. وسجل مدير المهرجان أن الهدف لا يكمن في إضافة اسم جديد إلى قائمة التظاهرات الموجودة ، بل في التعبير عن التعدد في اطار الوحدة الثقافية مع التعريف بالخصوصيات المحلية حتى تأخذ منطقة الرشيدية موقعها ضمن المشروع الذي يروم تعزيز مسلسل التنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية. وأبرز أن هذا الموعد السنوي الذي تتراوح برامجه ما بين التنشيط والترفيه والتكوين والتربية، يروم أيضا تأطير أطفال المدينة وتخصيص فضاء لهم يعبرون فيه بحرية عن مواهبهم في مختلف مجالات الإبداع . من جانبه، أكد رئيس جمعية مهرجان أرفود حكيم بلغالي، أن هذه التظاهرة تشكل كذلك مناسبة لإبراز التراث المحلي والتحسيس بأهمية الثقافة بمناطق الواحات كمكون فعال في تحقيق التنمية المحلية، إضافة إلى كونها ستعمل على التعريف بمنتوجات الصناعة التقليدية وبالموروث الثقافي المحلي، مشيرا الى أن التراكم الذي حققته الجمعية كان محفزا قويا خلال هذه السنة لوضع برنامج محكم يعتمد على الاعداد القبلي للانشطة ووضع التصورات وتوفير الامكانات الضرورية والتنسيق مع الجهات المعنية لانجاح هذه التظاهرة الفنية. ويتضمن البرنامج أيضا تنظيم حفلات موسيقية بمشاركة عدد من المجموعات الغنائية محلية ووطنية مثل فرقة (نسيم جرافة ) من أرفود وكناوة خملية وفرقة هوبي وأحواش زاكورة ومجموعة تافيلالت لفن الملحون واعبيدات الرما من خريبكة الى جانب مشاركة الفنانة رشيدة طلال والفنان بدر سلطان وحاتم إدار وسمارت آرت (فرقة استعراضية من سلا) ومفاجآت أخرى ستؤثث ليالي أرفود بإيقاعات متنوعة بتنوع التراث الموسيقي المحلي والوطني . كما ستعرف أيام المهرجان تنظيم سهرات فنية تحييها مجموعة من المواهب والطاقات الشابة بالإقليم في مختلف الأنواع الموسيقية الى جانب الفكاهة ( مجموعة الصفاء الإنشادية برئاسة المنشد أنس الكرش و الطاهري عبد الحكيم في فن المديح و سكينة احنيني في فن البلدي و مجموعة نيت هوب في فن الهيب هوب والمنشدة وابي ثرية في فن الملحون) الى جانب مسابقات في الرسم حول موضوع الماء وعرض مسرحي وجداريات حول السلامة الطرقية وقراءات شعرية تتوج بتوزيع جوائز على الفائزين، كما ستقام طيلة ايام المهرجان خيمات للتراث المغربي الافريقي (امازيغية وعربية ومنيعية). ولعل الحدث الابرز ضمن الانشطة الموازية التي تشكل ايقونة المعرض الدولي للتمور هو تنظيم كرنفال بتيمة افريقية للتعبير عن الامتداد المغربي بمختلف تجلياته في القارة الافريقية، فضلا عن تنظيم دوريات في رياضات الكرة الحديدية وكرة القدم وكرة السلة واليد والطاولة الى جانب تنظيم سباق على الطريق. وفي هذا الاطار ستنظم اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية لإقليم الرشيدية معرضا لفائدة التعاونيات و الجمعيات حاملة مشاريع مدرة للدخل والممولة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتهم المنتوجات الواحاتية كتحويل و تعليب التمور و مشتقاتها ( عصير التمر المسمى محليا تحلاوت و مربى التمور...) و بالكسكس البلدي الذي تتوفر المرأة محليا على مهارة فريدة في إعداده وكذا الحناء و العسل و منتوجات الصناعة التقليدية للمرأة القروية كالحايك المدغري وأواني الفخار وغيرها ثم منتوجات النحت على الخشب وعلى الأحجار.