فشلت السلطات الأمنية والمخابرات الفرنسية في منع طفلة (سكينة) تبلغ من العمر 15 سنة وتسكن في بلدة بتونكور الصغيرة، من مغادرة التراب الفرنسي عبر الجو إلى تركيا بهدف الالتحاق بإحدى المنظمات الإرهابية في سوريا والعراق. وكشفت بعض المصادر أنه رغم كل إمكاناتها المادية والبشرية الهائلة وعلمها بميولات الطفلة الصغيرة التي كانت خاضعة لمراقبة يومية، أبانت مخابرات فرنسا عن ضعف كبير وربما غياب فهم حقيقي لظاهرة الإرهاب التي تستوجب جهودا مضاعفة للحد من امتداداتها. وقالت مصادر خاصة، إن أجهزة المخابرات تتبعت بشكل دقيق، اتصالات سكينة مع المواقع والمنتديات "الجهادية" قبل أن تقوم بإخبار عائلتها التي قررت الاحتفاظ بجواز سفرها وطلب منعها من مغادرة التراب الوطني من طرف الأمن الفرنسي. وأضافت المصادر ذاتها أن قاضي القاصرين بالمنطقة قام بتعيين مؤطر تربوي لإقناع سكينة بالعدول عن أفكارها المتطرفة، غير أن كل المحاولات باءت بالفشل، لتتمكن سكينة فيما بعد من الطيران باتجاه تركيا متجاوزة جميع وسائل وتقنيات المراقبة المفروضة عليها، لتغادر البلاد بوثائق مزورة يوما بعد تغيّبها عن الدراسة من أجل الاستعداد للمغادرة. وأكدت المصادر أن صحفيين فرنسيين في تركيا شاهدا سكينة داخل التراب التركي يوما واحدا فقط بعد اختفائها عن الأنظار في فرنسا، قبل أن يقوما بإخبار عائلتها التي أخطرت المصالح الأمنية المختصة ليفتح الدرك الفرنسي تحقيقا للكشف عن الأشخاص الذين سهلوا عملية خروجها من الأراضي الفرنسية. وبحسب مراقبين فإن قصة هذه الفتاة الصغيرة وضعت المصالح الأمنية والاستخباراتية الفرنسية في حرج كبير، كما كشفت عن ضعف حقيقي وغياب الجدية اللازمة في التعاطي مع قضايا الإرهاب كما هو معمول به في عدد من الدول كالمغرب.