العلمانية في مفهومها هي فصل الدين عن الدولة وشؤون الحياة، وعندما تلغى القيم والأخلاق والمبادئ والعقيدة من حياة الإنسان فإنه يتحول إلى وحش كاسر ونار مستعرة تقضي على الأخضر واليابس . أين هي القيم والأخلاق اليوم في الأسرة والإعلام والبرامج والمناهج الدراسية ؟ العلمانيون يصفون القيم التي من شأنها أن تجعل المسلم مستحضرا للرقابة الإلهية بالرجعية والتخلف لكن النتائج أمامنا واضحة، لقد ارتفع مؤشر الجريمة بشكل محسوس وخاصة في المدن الكبرى، سرقة وسطو مسلح واغتصاب وشرب للخمور وترويج لحبوب الهلوسة وتجارة المخدرات بأنواعها وممارسة الدعارة حتى على الأطفال ، أما حوادث القتل فوصلت إلى حد أن يغتال الابن أمه وإشهار السكاكين والخناجر والسواطير والسيوف في وجه الناس بمن فيهم رجال الشرطة، كل ذلك ومنظمات "حقوق الإنسان" مستعدة للدفاع عن قطاع الطرق والمجرمين والقتلة ضد كل حكم تراه قاسيا ويضر بهؤلاء باعتبارهم " ضحايا " . وللعلمانيين استراتيجية منظمة لتدمير القيم ومن ذلك الاستهزاء بمظاهر التدين وتوبيخ الملتزمين ووصفهم بالإرهاب وأعداء الإنسانية، و بث برامج تصور أساسيات ارتكاب الجريمة خطوة خطوة، وتقريب محلات بيع الخمور من عامة الناس في الأسواق التجارية الكبرى ، والدعوة لإلغاء عقوبة الإعدام واعتبار السجن العقوبة الأساسية لمعظم الجرائم حتى أن رجال الشرطة يدورون في حلقة مفرغة فيمسكون بعصابة صباحا لتخرج أخرى مساء أكثر تنظيما وتصميما، إضافة لتشجيع المسابقات الغنائية والمهرجانات التي تعتبر مرتعا للكثير من مروجي المخدرات والباحثين عن المتعة . العلمانيون وصلوا ببلادنا لمرحلة لا تحسد عليها، والنتائج التي يحصدها المجتمع على المستوى الأمني ليست سوى جانب من جوانب التدمير العلماني للمجتمع، ووفقا للمعطيات الإحصائية لمديرية السجون بالمغرب، فإن من يتصدر قائمة أنواع الجرائم هي جرائم الاعتداء على الأشخاص، ثم جرائم الإخلال بالأمن العام، فجرائم نظام الأسرة والأخلاق العامة، ثم باقي الجرائم الأخرى، فهل هذا هو التطور والحداثة والتقدم الذي تبشر به العلمانية المأفونة ؟