استأنف الخصمان السياسيان المغربيان اللدودان حميد شباط وعبد الإله بنكيران، حروبهما الكلامية وتبادل قذائف الاتهامات بين معسكريهما. وتتمحور الملاسنات الكلامية الأخيرة حول خطة مرحلة ما قبل الانتخابات الجماعية المزمع تنظيمها في صيف العام 2015. وشن شباط وهو أمين عام حزب الاستقلال المغربي هجوماً قوياً على رئيس الحكومة بنكيران، ووزير الداخلية محمد حصاد إلى جانب وزير العدل مصطفى الرميد، متهماً إياهم بازدواجية الخطاب والإساءة إلى النموذج الديمقراطي المغربي والسعي لتزوير الانتخابات. وقال "نحذر وزير الداخلية التي عادت إلى عهود خلت بعد دستور فاتح يوليو 2011". فمصير الدولة بكاملها مرتبط بالديمقراطية" على حد قوله. وأضاف أن حزبه "ليس الحائط القصير"، وقال لا نقبل بالتلاعب بالكلمات بين رئيس الحكومة ووزير الداخلية. لأنه يجب ربط المسؤولية بالمحاسبة". وأكد أن "مسؤولية رئاسة الحكومة واضحة تماما فيما يخص تدبير المرحلة المقبلة والتي تعتبر أساسية، لأن رئيس الحكومة يتمتع بكل الاختصاصات حسب نص الدستور". ودعا رئيس الحكومة إلى أن "يكون إلى المقاومة إلى جانب الشعب وليس المساومة ضد مصالح الشعب". وأعرب عن رفضه ما اسماه "ازدواجية الخطاب"، موضحاً أن "الحكومة أتت بمشاريع القوانين المتعلقة بالانتخابات، ولكن رئيسها يشكك في نزاهة الانتخابات من الآن، وهو ما يسيء للوطن برمته، ويسيء للمجهودات التي بذلها الشعب المغربي إلى جانب ملوك المغرب". وخاطب رئيس الحكومة ووزيري العدل والداخلية قائلاً "إننا نقول لهذا الثلاثي الظالم حذار من التلاعب بأصوات الشعب"، وأضاف محذراً من المساس بالديمقراطية، لأنها حسب قوله "تعتبر مقدسة بالنسبة لحزب الاستقلال ذلك أنه كافح طويلاً وقدم الشهداء من أجل الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية". وأعلن شباط عزمه على تنظيم وقفة احتجاجية بالحدود المغربية-الجزائرية، وقال "إن الحزب قرر تنظيم الوقفة الاحتجاجية بالحدود المغربية الجزائرية يوم 22 سبتمبر الجاري، وذلك؛ بالمنطقة زوج بغال. هذه التسمية الأخيرة التي سيطالب بتغييرها حسب قوله إلى كلمة الأخوين". وجاءت تصريحات شباط في الجلسة الافتتاحية للمهرجان الوطني للشباب والطلبة الذي تنظمه للسنة الثالثة الشبيبة الاستقلالية، بمدينة مكناس المغربية. ويعود حليف الأمس خصم اليوم، حميد شباط أمين عام حزب الاستقلال، كي يكرر ما اتهم بنكيران من كونه مرتبطاً بعلاقات ما بتنظيم داعش، عندما قال شباط في شهر يوليو الماضي أمام البرلمان المغربي: "على رئيس الحكومة اليوم ان يقول للرأي العام ما علاقته بداعش". وها هو شباط يزكي مقولته السابقة التي أدخلها الكثير في قاموس البوليميك الخاص بالأمين العام لحزب الاستقلال، بمقولة أكثر خطورة في إطار فعاليات الشبيبة الاستقلالية بمكناس، عندما قال أن "المغرب ابتلى بحكومة داعشية بامتياز. واتهم رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ب"مبايعة أبو بكر البغدادي زعيم داعش". حيث قال بالحرف "الشعب المغربي يشك اليوم أن رئيس الحكومة بايع البغدادي أمير داعش". والسبب في إعادة الاتهام كما أكد حميد شباط هو أنه لم يتلقى جواباً من رئيس الحكومة على ما جاء في الجلسة البرلمانية في يوليو/تموز، "ولم يأت أمام البرلمان لمناقشة هذا الأمر وهذا مازال سؤالا مطروحا". وأضاف موضحا، "طرحنا السؤال في البرلمان عن علاقة بنكيران بداعش ولكنه لم يجب للأسف". ولم يكتفِ شباط برئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بل قذف في وجه حركة التوحيد والإصلاح الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، قنبلة اتهام لهذه الحركة بمساهمتها ببعث "أبنائنا للذهاب لداعش" حسب أمين عام حزب الاستقلال. مضيفاً في نفس السياق "إذا تابعتم شيوخ حركة التوحيد والإصلاح هم من كتبوا الرسائل لرئيس الحكومة لتوفير الظروف للجهاد في سوريا".