منطق الثورات العربية يرفض أحادي الجانب , ففي تونس ومصر وباقي الدول العربية التي تنتظر إصلاحات جدية يرى الخبراء بان الأكثر تنظيما في مجتمعاتنا هم الإخوان المسلمين وهذه حقيقة لابد لنا جميعا من الاعتراف بها وأسبابها كثيرة وسبق وتحدثنا في هذا الشأن مرارا وقلنا منها وفرة المال الكثير , المنابر . وشراكتها مع الأنظمة . الثورات قامت من اجل حرية التفكير , ومن اجل لقمة عيش كريمة , وهذا ما افتقده المواطن طوال حكم هذه الأنظمة التي جثمت على صدورهم لعقود طويلة فعندما يصبح المواطن العربي حر التفكير ينطلق إلى ثورته من اجل حرية التعبير فحينها سنرى التعددية بكافة أشكالها وأطيافها وهذا ما يحفز الجميع للعمل من اجل الوطن والمواطن اما ا ن يأتي حزب ما أو حركة لإعادة المشهد الحاضر القديم فان في ذلك لكارثة كبرى , وسيكون مصيره كمصير الأنظمة التي خلعت أو من تنتظر . ففي كل مجتمع من مجتمعاتنا يوجد أطياف عديدة منها عقائدية وأيديولوجية مختلفة, فلا يمكن لجهة من هؤلاء أن تأتي وتسيطر على صدور الباقين فلابد من مشاركة الجميع ,وهذا ما تفتقده حركة الإخوان المسلمين كما نعرفه جميعنا وليس من مصلحتها إشراك كل أطياف المجتمع من مفهومها العقائدي وهو ما سيقلب السحر على الساحر في حال توليها سلطة ما , ومع انك تسمع بين الحين والأخر من قيادي هذه الحركة في عديد من بلداننا عن تقبلهم لوجود الأخر وأصبح ضمن أجنداتهم , لكن ذلك لا يطمئن المواطن العربي فتجربته مع هذه الحركة في السودان كانت اكبر دليل على ذلك , لقد ضحوا بالأرض والإنسان مقابل بقائهم في حكم بلد عربي الذي شاهدنا كيف تم تمزيقه إلى كانتونات صغيرة وحرب أهلية لم تهدأ بعد من اجل العناد والإصرار على البقاء في الحكم . ويخرج الغنوشي ليقول نحن القادمون فلا تخافوا على أماكن بيع المشروبات أو انه لن يمنع لبس البكيني على شواطئ بحر تونس , وكان المواطن العربي همه الوحيد الشرب والبكيني , ويقول رئيس حزب الشعب التركي بان اوردغان يقوم بدور الموكل له من قبل الولاياتالمتحدة على أكمل وجه وها نحن نرى كيف اوردغان الثوري يزرع الدرع الصاروخي الأمريكي في قلب تركيا الذي رفضته دول أوربية وحتى أحزاب العولمة في تركيا . وإخوان مصر الذين تحالفوا مع العسكر ضد الثورة والذين قاموا بتمرير التعديلات الدستورية التي لا توفي بمتطلبات ثورة الشباب وحتى أنها بأقل من عشرة بالمائة فقط من مطالبهم العادلة لتحصد مكاسب ذاتية من تحالفها المشبوه , ان المواطن العربي سينقلب على كل من سيأتي لم يحقق له مطالبه كاملة وغير منقوصة أما الاختراقات في داخل صفوفهم فهي كثيرة , وإذا ما لاحظنا كيف كان مقتل المبحوح في دبي ومقتل العديد من قادة حماس العسكريين في السودان على يد الموساد الإسرائيلي والتحقيق مع مراسل الجزيرة واعتقال الدباس يؤكد على عمق الاختراق الموجود في داخل اكبر تنظيم عسكري لهذه الجماعة , وهذا ما يدلنا على عدم الخبرة في قيادتهم السياسية و العسكرية وحتى ان عملاء الغرب المدسوسين داخلهم يوجهون بوصلتهم حيث يشاؤون وهذا ما هو اخطر على المواطن العربي والذي سيأتي بثماره لمصلحة المستعمرين الجدد , ومع أننا لا نتمنى لهم إلا أن يبقوا جزاء من مجتمعنا في حاضرة ومستقبلة وان يكونوا إلى جانب شعوبهم لرفع الظلم عن الجميع وان يكونوا من أنصار الديمقراطية الصادقة وان لايفكروا في قطف الثمار على حساب شعوبهم وإيقاف الهرولة وراء الغرب فان لم يعيدوا النظر في كل ذلك سيكون مستقبلهم القادم في المجهول .