قالت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي الخميس إنها تعتقد ان إسرائيل تتحدى عمدا القانون الدولي بعمليتها العسكرية في غزة ودعت دول العالم لمحاسبتها على ارتكابها المحتمل لجرائم حرب. وأضافت بيلاي أن إسرائيل هاجمت المنازل والمدارس والمستشفيات ومبنى للأمم المتحدة في انتهاك واضح لاتفاقيات جنيف. وقالت للصحفيين "لهذا السبب أقول إنهم يبدون وكأنهم يتحدون.. إنه تحد متعمد للالتزامات التي يفرضها القانون الدولي على اسرائيل." وأضافت "لهذا السبب أقول مرارا وتكرارا إننا لا نستطيع أن نسمح بالإفلات من العقاب ولا يمكننا أن نسمح باستمرار غياب المحاسبة." وأشارت بيلاي إلى أن مقاتلي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في غزة انتهكوا بدورهم القانون الدولي الانساني من خلال اطلاق الصواريخ دون تمييز على اسرائيل وفي بعض الاحيان من أماكن ذات كثافة سكانية. وانتقدت بيلاي الولاياتالمتحدة -الحليف الرئيسي لاسرائيل- لعدم استخدام نفوذها لوقف المذبحة. وقالت "الكثير من ملاحظاتي كانت موجهة إلى الولاياتالمتحدة كونها طرفا مؤثرا على اسرائيل لتقوم بأكثر بكثير مما تفعله لوقف القتل ودفع الاطراف إلى طاولة المفاوضات. لقد طالبت أيضا بوضع حد للحصار وإنهاء الاحتلال." وقالت بيلاي انها صدمت لأن الولاياتالمتحدة كانت تصوت باستمرار ضد القرارات الخاصة باسرائيل في مجلس حقوق الانسان وفي الجمعية العامة ومجلس الأمن. وقالت "إنهم لم يقدموا فقط الأسلحة الثقيلة التي تستخدمها اسرائيل الآن في غزة بل قدموا أيضا مليار دولار تقريبا لتزويدهم بالقبة الحديدية لحماية الاسرائيليين من الهجمات الصاروخية دون توفير مثل هذه الحماية لأهالي غزة من القصف." وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -لدى مواجهته قلقا دوليا جراء ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين في غزة- الخميس إنه لن يقبل بأي هدنة ستوقف عملية تدمير الأنفاق التي يتسلل منها المقاتلون. وقال المسؤولون في غزة إن 1410 فلسطينيين على الأقل قتلوا معظمهم من المدنيين وجرح أكثر من سبعة آلاف شخص في مقابل مقتل 56 جنديا اسرائيليا وجرح اكثر من 400 آخرين. كما قتل ثلاثة مدنيين بالقصف الفلسطيني على اسرائيل. وقالت بيلاي في بيان "إن ما نشهده (في غزة) هو قتل عائلات بأكملها وأطفال في الشوارع يلعبون أو يحاولون البحث عن الامان." وأضافت "موجات وموجات من الناس العاديين يواصلون الفرار من منازلهم حيث تنهار البنية الاساسية الضعيفة بالفعل في غزة تحت قصف بلا هوادة." وتقول اسرائيل إنها تعمل لوقف الهجمات الصاروخية لحماس. وقالت بيلاي انها لا تتوقع ان تجري اسرائيل تحقيقا ملائما في الانتهاكات التي ارتكبت اثناء هجماتها الجوية وهجومها البري الذي دخل الان اسبوعه الرابع. وقالت "لكن القانون الدولي واضح فعندما تكون الدولة غير قادرة أو غير راغبة في إجراء التحقيقات والمحاكمات حينها يطبق النظام (العدالة الجنائية) الدولي." وذكرت بيلاي -وهي قاضية سابقة في محاكم جرائم الحرب في الأممالمتحدة- أن لجان التحقيق السابقة للمنظمة الدولية في توغلات اسرائيل في غزة طلبت من مجلس الأمن الدولي إحالة الملف إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية. وقالت بيلاي "لا يمكن تحقيق المحاسبة والعدالة عبر الإجراءات (الإسرائيلية) المحلية.. هذا واضح من غياب التحقيقات المناسبة من الجانب الإسرائيلي كما لم يقم المجتمع الدولي بأي محاولة من أي نوع لتطبيق التوصيات التي أعلنها تقرير بعثة تقصي الحقائق في غزة." وبدأ مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة تحقيقا دوليا في الاسبوع الماضي في الانتهاكات والجرائم التي قد تكون ارتكبتها اسرائيل أثناء هجومها الاخير.