نورالدين الطويليع يوسف الإدريسي تفاجأ موظفو الجماعة الحضرية لمدينة اليوسفية بإغلاق أبواب مقر الجماعة في وجوههم صباح اليوم الخميس 24 يوليوز 2014، مما اضطرهم إلى الوقوف لساعات أمام البوابة الرئيسية في الوقت الذي أصر فيه العون المكلف بالمفاتيح على التشبث بالإغلاق استجابة لتوصيات الرئيس. ويأتي هذا القرار من قبل رئيس المجلس الحضري كرد فعل على الاعتصام الذي نظمه معطلو مدينة اليوسفية على مدى يومين عند مدخل مقر الجماعة احتجاجا على ما أسموه بالفساد المستشري في دواليب المجلس الحضري الذي فوت عليهم فرصة إعلان مناصب شغل جديدة على حد تعبيرهم، ولم يقتصر قرار الإغلاق على الجماعة الحضرية، بل شمل كذلك المقاطعات بعدما اتصل الرئيس بمسؤوليها وطلب منهم التوقف عن العمل. وفي هذا السياق قال رئيس المجلس الحضري في تصريح للجريدة بأن قرار الإغلاق جاء بغرض حماية المرفق العام والحفاظ على أمن الموظفين، بعدما اتهم المعتصمين باقتحام مقر الجماعة وإحداث البلبلة والضوضاء والتشويش على العاملين، مضيفا أن رؤساء المصالح عبروا له عن تذمرهم من الأمر، فما كان منه إلا اتخاذ قرار الإغلاق. بدوره فند المتحدث باسم معطلي الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين باليوسفية ماجاء على لسان الرئيس، مؤكدا أن الاعتصام لم يتجاوز بوابة مقر الجماعة، وأن الجمعية ليس في مصلحتها إلحاق أي ضرر مادي أو معنوي بالموظفين، قبل أن يضيف بأن المستهدف الأول بالاعتصام هو الرئيس.
هذا وقد تدخلت القوات الأمنية حوالي منتصف النهار، وأشرفت على التحاق من تبقى من الموظفين بمقر عملهم، وعلى دخول الرئيس وبعض المستشارين إلى مقر الجماعة على إيقاع هتافات وشعارات اتهمت الرئيس بالضلوع في الفساد ونهب المال العام وتكوين ثروة كبيرة من المال الحرام، وتكرر المشهد نفسه عند مغادرة الرئيس لمقر الجماعة، وهو الأمر الذي أفقده أعصابه، فتوجه تلقاء أحد المعطلين قائلا: " غادي نحيد لأمك السروال "، وهو ما لم يستسغه المعتصمون ليدخلوا والرئيس في ملاسنات حادة تدخلت على إثرها قوات الأمن لفض الصراع الذي لم يكن أحد يعلم بما سيؤول إليه في ظل الاحتقان الحاصل الذي كان من مظاهره ارتماء أحد المعطلين على الأرض في حركة هستيرية أصيب على إثرها في ركبته بما استدعى نقله إلى المستشفى، كرد فعل منه على ما اعتبره إهانة واضحة من الرئيس لمعطلي المدينة.