ربطت دراسة جديدة أجرتها جامعة إنديانا ونشرت نتائجها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية بين تأخر النطق عند الطفل وسرعة الاصابة بالاكتئاب في المستقبل. وافاد القائمون على الدراسة أن المهارات اللغوية الضعيفة تعوق قدرة الفرد على التحكم في سلوكه، وبالتالي قد تؤدي لمشاكل سلوكية كالاكتئاب والخمول وقلة الانتباه في المستقبل.
وقال إسحاق بيترسن، من قسم العلوم النفسية والدماغ "عادة يستخدم الأطفال اللغة بطريقتهم الخاصة، ووفق قدراتهم كأداة تساعدهم على التحكم في سلوكهم وتوجه أفعالهم والأطفال أصحاب المهارات اللغوية الضعيفة، غير قادرين على تنظيم سلوكهم، وفي النهاية يكونون أكثر عرضة لمشاكل السلوك والاصابة بالاكتئاب".
ومن جانبه، قال جون بيتس، أستاذ بقسم العلوم النفسية وأحد المشاركين في الدراسة "مخ الأطفال يكون أكثر ليونة، خاصة للغة، وبالتالي هم أكثر عرضة لاكتساب مهارات اللغة مبكرا".
وأضاف بيترسن أن الدراسة تشير إلى إمكانية فحص مهارة اللغة عند الطفل في سن مبكرة، مع الأخذ في الاعتبار تفاوت قدرات الأطفال العقلية.
وخلصت دراسة اجتماعية اميركية سابقة إلى أن الآباء الذين يعتمدون في تربية وتهذيب أطفالهم على الصوت المرتفع الذي يبلغ حد الصراخ أحيانا إنما يتسببون بذلك لأبنائهم بالكآبة، خاصة إذا كان الصراخ مصحوبا بالإهانات والشتائم.
وتوصل علماء من جامعة بيتسبيرغ الأميركية لهذه النتيجة بعد دراسة خضع لها نحو ألف أسرة.
وكشفت الدراسة أن أولياء الأمور تخلوا عن وسائل التربية الجسدية وأصبحوا يعتمدون على الوسائل اللفظية أكثر في تربية أولادهم.
وأفاد العلماء بأن الصراخ على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عاما يتسبب بخلل عاطفي، ويحفز مشاعر الغضب لدى المراهقين فيصبح الولد أكثر عدوانية ويبدأ باستخدام قوته الجسدية لحل مشاكله.
ونصح أخصائيون أولياء الأمور بالتواصل مع أطفالهم بنفس أطول، ومحاولة التعرف على مشاكلهم والإسهام في حلها عوضا عن الصراخ وكيل الشتائم حتى لا يستسلموا للتشاؤم والكآبة.
ووجدت دراسة قديمة ان الكابة يمكن ان تمتد ايضا من الام الى الاطفال واعتبرت ان أطفال الأمهات اللواتي يُصَبن باكتئاب ما بعد الولادة، هم أكثر عرضة لأن يكونوا قصار القامة جداً في سن الرابعة والخامسة.
وأجرى باحثون في جامعة "جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة دراستهم على عينة تتكون من 10700 طفل أميركي ولدوا في العام 2001 وجرت متابعتهم في العام 2007.
وتوصلوا إلى أن الذين ولدوا من أمهات اكتأبن خلال الأشهر التسعة الأولى من عمرهم، كانوا أكثر عرضة بنسبة 40بالمئة لأن يكون طولهم أقل.
وأوضحت الباحثة المشرفة على الدراسة باميلا سوركان إن "ما وجدناه هو أن الأمهات اللواتي يعانين من مستويات أعلى من أعراض الاكتئاب في السنة الأولى التالية للولادة هن أكثر عرضة لأن يكون لديهن أطفال أقصر في فترة سن الحضانة".