انطلقت، مساء أمس الجمعة بوجدة، فعاليات الدورة 23 لمهرجان الطرب الغرناطي، الذي تنظمه المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بالجهة الشرقية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأكد المدير الجهوي لوزارة الثقافة بالجهة الشرقية، لحسن الشرفي، في كلمة بالمناسبة أن هذه الدورة، التي تنضاف إلى سلسلة التراكمات التي حققها المهرجان منذ أزيد من عقدين من الزمن، تأتي لترسخ وتعمق الاعتزاز بهذا التعبير الفني الأصيل ضمن التعبيرات والفنون التي تترجم غنى وعراقة الموروث الثقافي والفني المتنوع. وأشار إلى أن تنظيم هذه التظاهرة السنوية نابع من الوعي العميق بضرورة تثمين هذا الموروث الفني العريق والعرفان لرواده الأوائل والقائمين على الاحتفاظ به وصونه، معتبرا أن هذا المهرجان، الذي يستقطب خلال هذه الدورة فرقا محلية ودولية على غرار سابقاتها، يروم توطيد أواصر المحبة والإخاء بين الفنانين والمبدعين عبر مختلف الحقول الفنية والمجالات الجغرافية. وأضاف أن هذا المهرجان يهدف إلى تقوية الاعتزاز لدى المغاربة قاطبة بهذا الضرب من ضروب الإبداع، واحتضان فرق تõقاسم الفرق الوطنية حب هذا الفن بالنظر إلى كون مدينة وجدة تشكل مهد هذا اللون الموسيقي بشرق المغرب على غرار شقيقتها تلمسان بغرب الجزائر. وتميز حفل افتتاح هذه الدورة، المنظمة تحت شعار "الطرب الغرناطي واقع الحال وآفاق المستقبل"، بتكريم وجهين فنيين قدما لهذا اللون الموسيقي العريق الشيء الكثير ويتعلق الأمر بإدريس زايد والحاج محمد مفتاح، فضلا عن تكريم الجمعية الموصلية للطرب الغرناطي بوجدة، وجمعية النور للموسيقى الأندلسية لمدينة ميلة الجزائرية. وقد أدت هاتان الفرقتان، اللتان دشنتا أولى سهرات هذه التظاهرة الثقافية، مجموعة من الفقرات والنوبات الموسيقية من الطرب الغرناطي التي استمتع بها الجمهور الحاضر من عشاق هذا الفن الأصيل. وحضر افتتاح فعاليات هذا المهرجان الكاتب العام لعمالة وجدة أنكاد، والمفتش العام لوزارة الثقافة، ورئيس الجماعة الحضرية، ونائب مجلس الجهة، وقنصل دولة الجزائربوجدة. وتهدف وزارة الثقافة من خلال تنظيمها لهذا المهرجان ضمان استمرار الفن الغرناطي وسط الناشئة والشباب بشكل خاص، وخلق مناخ لتبادل التجارب والخبرات بين محبي الطرب الغرناطي داخل الوطن وخارجه، بالإضافة إلى الحفاظ على الموروث الثقافي في كل تجلياته المادية واللامادية بالمنطقة من خلال وعيها بالتنوع والغنى الثقافي الذي تزخر به الجهة الشرقية وكذا إسهامها في الدينامية التنموية التي تعرفها. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الثقافية، المنظمة بشراكة مع ولاية الجهة الشرقية وعمالة إقليمبركان، ومجلس الجهة، ومجلس عمالة وجدة أنكاد، والجماعة الحضرية للمدينة، ووكالة تنمية عمالة وأقاليم الجهة وبلدية السعيدية وفعاليات المجتمع، أمسيات فنية ستحتضنها كل من حديقة متحف للامريم ومعهد الموسيقى والرقص بوجدة، إلى جانب سهرات فنية ستنظم بساحة 20 غشت بالسعيدية ستحييها فرق موسيقية غرناطية طيلة أيام المهرجان الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 14 يوليوز الجاري. وسيتم بمناسبة هذه التظاهرة الفنية تنظيم مسابقة في العزف والإنشاد لفائدة الشباب، وندوة فكرية سيؤطرها أساتذة مختصون حول موضوع "الطرب الغرناطي بين الحفاظ على الأصالة وإمكانية التجديد".