من أوبوين لا يعرفان عن الإسلام شيء خرج توماس مسكوفيش في السن 16 في بعثة علمية إلى المملكة العربية السعودية لتعلم الشريعة الإسلامية، ثم عاد بعدها إلى بولندا مساهما في تقديم الإضافة اللازمة خدمة للإسلام والمسلمين في بلده، كما تحدث عن واقع الإسلام في بولندا بينالماضي والحاضر، المحرر اليومي التقت به في قصر الثقافة بتلمسان فكان هذا الحوار. حاوره في تلمسان عمر ملايني سماحة الشيخ كيف تعبرون عن مشاركتكم في تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ؟
بداية اود ان أشكر جميع القائمين على التنظيم ، إعطائنا هذه الفرصة لعرض التاريخ الإسلامي البولندي ضمن تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، ويعتبر هذا التعاون طيب يساهم في إعطاء فكرة حول المسلمين في بولندا، والتاريخ الغسلامي في بولندا قديم جدا يعود إلى 600 عام قبل قيام الدولة العثمانية، وظهر الإسلام في بولندا سلما بدعوة ملك بولندا لجيوش التتار الإسلامية لحماية الحدود ما بين المملكة البولندية والمملكة القيصرية الروسية، فمن ذلك الوقت منذ القرن 14 استقر في بولندا ثم توالت الأوضاع حيث تم بناء مساجد ومراكز واستطان في بولند إلى غاية 1925 عندما تأسس الأتحاد الإسلامي في بولندا وفي عام 1936 صنف دستور علاقة الدولة بالمسلمين.
كيف تقيمون واقع الإسلام في بولندا؟ بمعنى هل هو في نمو أم أن اعتناق البولنديين الإسلام يعد قليلا؟ المسلمون في بولندا عددهم قليل حوالي 35 ألف مسلم، ولكن فيهم بركة والحمد لله، ولا توجد أي مشكلة تارخية ولا في الوقت الحاضر، توجد عندنا جاليات مختلفة، منها العربية و الآسيوية، جالية تركية، مسلمين بولندا، مسلمين تاتار بولونيا، جمع مختلف ، لكن الحمد لله بالعادات والثقافة المختلفة يجمعهم الدين الإسلامي، كما اريد أن اضيف شيئا
تفضل بولندا تقع في أروبا الوسطى الشرقية وكان وقت الشيوعية لمدة خامسين عاما، حيث عاش المسلمون في ضيق في تلك الفترة ، وكان المفتي الأول لبولندا الذي تولى النصب عام 1925، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، لم يستطع أن يرجع إلى بولندا وتوفي مهاجرا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتغيرت الكثير من الظروف منذ الحرب العالمية الثانية، حيث كان حوالي 30 مسجدا ومدارس إسلامية وكذلك :ان عدد المسلمين 120 ألف مسلم، لكن خلال الحرب قتل منهم الكثير، وبعضهم هاجر إلى أروبا الغربية و أمريكا وهذا بعد تولي الشيوعية الحكم في البلاد، ولكن عند سقوط الشيوعية عام 1989 أعيد بناء العصر الإسلامي، ثم تم بناء مسجد وتبعها بناء مركز إسلامي في العاصمة وارسو.
كيف تعيش الجالية المسلمة في بولندا مع باقي الديانات، خصوصا مع المسيحية التي تمثل النسبة الأكبر في عدد السكان؟ الحمد لله منذ ان دخلها الإسلام فيه تعايش سليم ما بين الشعب كاملا سواء أكان الاثوليكي او اليهودي او المسلم، فلا توجد اي اشكلية بل انه مناك قرى مسلمة يعيش فيه نصارى لا توجد فيها كنائس، يوجد فيها مسجد، وكل واحد يحترم اعياده واوقاته ، مثلا يوم الجمعة للمسلمين، الكاثوليك لا يعملون في هذا اليوم احتراما للمسلمين، واذا صار الأحد المسلمون لا يعملون هم كذلك، لي لا يزعجو النصارى وهكذا يكون السلم بينهم، كما الأولاد يذهبون إلى نفس المدرسة، وتجمع بينهم الصداقة، ولا توجد أي اشكالية لزيارة العائلات النصرانية للمسلمة أو العكس، لبعضها البعض.
كيف تفسرون العدد القليل الذي يضمه وفدكم المشارك في تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ؟
نعم هو وفد قليل، ذلك أن غالبية سكان بولند هم نصارى، إلا أن الدولة تحترم المسلمين وتعطي لهم فرصة التعرف عليهم في الخارج، كما هو الآن في تلمسان، وهذا دليل أن الدولة البولندية تسعى للتعريف بالإسلام عندها وأن الإسلام سليم وان هناك علاقة ما بين المسلمين وغيرهم من الشعوب.