بعد أن تعرض أحد الأطر العليا المعتقلة الأسبوع الماضي للتعذيب وعزله في زنزانة انفرادية أو ما يسمى "الكاشو"مكبل الأيدي لمدة 48 ساعة، جاء الدور على إطار آخر والمعتقل "خامس مفيد" والذي بعد الإرهاق و الإعياء الذي لحقه في اليوم العاشر من الإضراب عن الطعام لم يكن قادرا على المشي على الأقدام لينهال عليه أحد الحراس يوم الجمعة 4 يوليوز 2014 بالركل و الصفع و كل أشكال الاهانات و السب. وحسب بلاغ ل" لجنة عائلات المعتقلين المعطلين التسعة"، فقد خلف هذا الاعتداء آثارا على وجه المضرب مما نتج عنه إغماءات متكررة. كما سجلت اللجنة في البلاغ تحسرها وتذمرها من عدم تقديم المساعدة للمغمى عنهم وعدم نقلهم إلى المصحة أو المستشفى بل تكتفي الإدارة بسكب الماء على المضربين بدل نقلهم على وجه السرعة للمستشفى كما حدث أمس البارحة مع المعتقل "العلالي محمد". ويذكر أنه بعد الاستنكار الواسع الذي عبرت عنه الجمعيات الحقوقية والمنظمات النقابية الأسبوع الماضي بعد تعرض الإطار المعتقل "مصطفى أبو الزير" للتعذيب وما رافقه من معاناة "يوسف محفوظ" الذي يعاني من مرض القلب، فقد بعث المجلس الوطني لحقوق الإنسان لجنة خاصة لمعاينة آثار التعذيب، تلته زيارة و كيل الملك للمحكمة الابتدائية بسلا في نفس اليوم وآثار التعذيب، حسب البلاغ، لا زالت بادية وواضحة على جسد المضرب عن الطعام. وعبرت اللجنة عن انتظارها "بفارغ الصبر" نتائج التحقيق ومحاكمة المتورطين فيما حدث. في السياق ذاته أعلنت الأطر العليا والمجازة أن الوضع الصحي للمعتقلين التسع دخل منعطفا خطيرا ينذر بكارته إنسانية موقوفة التنفيذ، وبناءا عليه توعدت المسؤولين باستمرار احتجاجاتها من داخل شوارع الرباط إلى حين إطلاق سراح المعتقلين، محملين المسؤولية الكاملة للدولة المغربية في شخص وزيري العدل والداخلية في ما ستؤول إليه الأوضاع والتي تنهج سياسة اللامبالاة كلغة وحيدة في تجاوبها مع الأوضاع المزرية التي يمر منها المعطلين المعتقلين في تناقض صارخ مع شعار دولة الحق والقانون. كما دعت الأطر العليا والمجازة كل الهيئات والمنظمات الحقوقية والمدنية والسياسية وكذا المنابر الإعلامية الحرة التدخل العاجل لإنقاذ حياة المعتقلين والعمل على إطلاق سراحهم وفضح كل أشكال التعذيب التي تمارس في حقهم والتي تزايدت حدتها في الآونة الأخيرة.